مصر الآن طاردة «للعلماء» جاذبة «للعوالم»!
كنت أريد أن أكتب عن المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب والحرب التى بدأت عليها من مراهقى يناير وعودة الفيلم الساقط المعروف باسم عدم إقبال الشباب وغيره من الكلام الفارغ الذى يردده هؤلاء عبر الفيس بوك والذين فشلوا فى أن ينالوا من الانتخابات خاصة أنها جاءت نزيهة بنسبة 100% وهو ما أصاب كارهى الوطن بصدمة كبيرة، وبدأوا يروجون لكلام تافه وفارغ حول نسب المشاركة وغيرها من الشائعات والأكاذيب التى أسهمت فيها جماعة الإخوان الإرهابية ومراهقو يناير، وعلى رأسهم جماعة 6 إبريل، وكنت أتمنى أن أواصل كشف المستور فى الملف الأسود للإرهابى عبدالمنعم أبو الفتوح، الذى أنتظر تشريفه فى طره إن شاء الله، ليلحق بإخوانه من جماعة الإخوان الإرهابية، وكنت أرغب فى أن أفضح مخالفات حكومة شريف إسماعيل سواء كان وزراء أو مسؤولين أو محافظين قبل أن يحاسبهم الله ثم أعضاء مجلس النواب الذى سيكتمل قريبا ليبدأ محاسبة هذه الوزارة وإقالتها لأنها ما زالت عاجزة حتى الآن فى حل أبسط مشاكل المواطنين وهى الرقابة على الأسواق ووقف جشع التجار الذين أشعلوا النيران فى أسعار كل السلع، ولولا جيش مصر الذى تدخل بمنتجاته لحدثت كارثة كبرى.
بالفعل كنت أتمنى أن أواصل الكتابة عن هذه القضايا، ولكن وقعت عينى على موضوع رائع كتبه الزميل النشيط محمد محسوب عن المخترع الصغير الطالب مصطفى الصاوى الذى حصل على الجنسية الإماراتية والذى أصابنى بإحباط شديد ليس لأن مصطفى حصل على الجنسية الإماراتية التى يمثلها الآن فى كل المحافل العلمية الدولية، ولكن سبب إحباطى وحزنى هو الحملة الغريبة التى شنها بعض الفشلة من رواد فيس بوك وتويتر، الذين اتهموا مصطفى بالخيانة العظمى وفتحوا النار على هذا التلميذ تحت زعم أنه هرب وحصل على جنسية دوله أخرى.
والحقيقه أن ما قاله مصطفى الصاوى لزميلنا محمد محسوب يجعلنى أرفع لهذا الولد القبعة وأقول له مقطعا من الأغنية الفرنك أراب والتى تقول « يا مصطفى.. يا مصطفى.. أنا بحبك يا مصطفى» وأقول له أنا مع قرارك فى الفرار خارج مصر التى تغيرت كثيرا بعد 25 يناير 2011 ولم يعد هناك ما يجعلنا نعيش فيها، فهناك انهيار كامل فى كل مكان بداية من الانهيار الأخلاقى حتى الانهيار العلمى، وهو ما دفع مصطفى الصاوى للهروب خارج مصر، بعد أن شعر أن علمه ومشاريع اختراعاته لا يوجد أحد يشجعها بل إن بعض مدرسيه سخروا منه، كما قالت الدكتورة دليلة مختار مصطفى، نائب الأمين العام ورئيس المشروعات بمؤسسة المجلس الوطنى للشباب لـ«اليوم السابع»: هناك حرب ممنهجة كانت تشن ضده من أساتذة المنصورة، مؤكدة أن مصطفى كان يبكى لها قائلا: «يا ماما بيحبطونى والمدرسين بيقولولى أنت فاكر نفسك إيه وبيضطهدونى فى المدرسة»، وذلك بعد حصوله على المركز الأول كأفضل مخترع فى العالم فى عام 2014، «هكذا تعامل معه أساتذته فهل كانوا يريدون أن يستمر مصطفى مشروع عالم فى هذا الجو المحبط، لقد لخص مصطفى حكايته التى يجب أن يحاكم بسببها كل مسؤول عرف قيمة مصطفى وفرط فيه، مصطفى قال للزميل محمد محسوب عبارةأكدت أنه لا فائدة فى بلد مشاهيره إما يكونون راقصين أو نشطاء أما المخترعون فمكانهم فى دوله الإمارات مصطفى قال: «لو كنت لقيت الدعم فى مصر مكنتش سافرت بس للأسف ملقتوش، الإمارات ادتنى كل حاجة، ومصر مدتنيش أى حاجة، بس فى الآخر بلد مسلم عربى، وأنا انتمائى لبلدى الأم مصر، وأقول للى بيبعتولى رسائل تتهمنى بالخيانة العظمى كفاية».
هذه هى كلمات مصطفى الصاوى الذى أحببته واحترمت قراره فى الفرار من مصر التى أصبحت طارده للعلماء جاذبة للعوالم، اللهم احفظنا من أعداء الاختراعات حتى لا تتكرر مأساة مصطفى الصاوى.