محمد الدسوقى رشدى

شهيد الجيش

الخميس، 26 نوفمبر 2015 10:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصية تفضح المزيفون فى الإعلام والسياسة
أشعر الآن بالوجع الموجود فى بطن كل كلمة كتبها شهيد القوات المسلحة الضابط محمد هارون فى وصيته، أشعر بذلك لأنى أمتلك واحدة مثلها.. تتشابه كلماتها، وتتطابق فى بساطة المكتوب.

لى فى أرض سيناء أحبة، رجال يقاتلون فى سبيل وجه الله والوطن، لا يبتغون من وراء قتالهم مغنما ولا شهرة ولا نفوذا كالذى يبحث عنه أهل السياسة والإعلام من خلف قتالهم المزيف والمصطنع على الشاشات.

أحدهم ترك البشرية وألقى فوق كاهلى أنا بحمل ثقيل، وصية من عدة سطور، أتمنى يوما ألا أنشرها وألا تخرج من غمدها، تذكرتها اليوم وأنا أقرأ وصية الشهيد محمد هارون بما فيها من كل بساطة تؤكد أن الرجال الحقيقيين الذين يدافعون عن هذا الوطن هناك فى رملة سيناء وليس الشاشات، فى سيناء أبطال من لحم ودم وفى عالم السياسة والإعلام أبطال من ورق.

على الشاشات يقاتلون لخدمة رجال الأعمال على حساب الوطن، وفى سيناء لم يجد الشهيد هارون أغلى من دمه ليقدمه هدية لمصر، قائلا فى نص وصيته: «أوصيكم عند موتى أن تعجلوا بدفنى ولا تأخروا لقائى بربى.. وألا تقبرونى إلا بعد تسديد ديونى وهى كالآتى: قسط العربية لبنك القاهرة، والأسطى جمال الأسترجى ميدو يعرفه ليه 1000 جنيه.وأخرجوا مبلغا كبيرا عنى علشان لو فيه ديون ناسيها، كما أوصيكم إن كان أخى أحمد إبراهيم هارون موجودا بأن يصلى على الجنازة، لأنه سيكون أكثر ألما وحزنا، ودعاءه سيكون خالصا طويلا، وفى هذه اللحظة أنا فى أمس الحاجة إلى الدعاء».

أتذكر الآن وصية صديقى وأبكى، كأنهم ينسخونها نسخا ليضربوا لنا معنى بأنهم غير طامعين ولا عابئين سوى بشىء واحد فقط هو حماية هذا الوطن وأهله، أعرف ذلك جيدا فلقد كان صديقى يوم تخرجه من الكلية الحربية.. رجلا آخر غير الذى أعرف.. استبدلوه، أخذوه منا عودا أخضر، وأعادوه إلينا شجرة جذرها راسخ فى أرض، يؤمن تماما بأن دمه وروحه سر ثباتها، ودرع حمايتها من أى زلزال قادم. صديقى الآن يخدم فى أرض سيناء، يهاتفنى من هناك لأطمئن مع كل دفقة حماس فى صوته أن هذه أرض لا يمكن لأحدهم أن يلوثها طالما هو ومن معه حراس لها، وأطمئن منه تماما حينما أسمع جملته المعتادة: هم بيخططوا لاغتيال الروح المعنوية، سلاحنا الأكبر والأقوى، بس مش هيقدروا، عارف ليه؟! عشان كل واحد فينا مستعد إنه يتشال على إيد زميله أو زميله يشيله، وكل واحد فينا عارف إن زميله مش هيسيب تاره ولو بعد حين».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة