مع إذاعة خبر وجود قداسة البابا تواضرس فى القدس المحتلة.. تعاملت مع الخبر سياسيا، ولم أكن أفهم خلفيات هذا التواجد.. ساهم فى تغيبى أن الأخبار التى وردت عن هذا التواجد وضعت أيضًا فى سياق سياسى.. لم نفهم ولم يساهم أحد فى شرح حقيقة الأمر لنا والجانب الدينى الواجب لهذا التواجد.
أخذتنا الحمية الوطنية لأن الكنيسة المصرية لا تخص أهلنا المسيحيين وحدهم، ولكنها جزء أصيل فى جينات أى مصرى أصيل ينتمى إلى تراب هذا الوطن.. جزء من تاريخه وهويته وواقعه ومستقبله.
نعم دخلت فى حزمة المتعصبين المزايدين على قداسة البابا، ونسيت فى لحظة المواقف الوطنية العظيمة لهذا الرجل ووقوفه فى قلب مشهد التحرر الوطنى من الإخوان وتحمله ما لم يتحمله أى بطريرك من قبله.. فجميعهم جاءوا إلى رأس الكنيسة، بينما رأس الإخوان تحت الأرض بينما جاء قداسة البابا تواضرس إلى رأس الكنيسة ورأس الإخوان هى رأس السلطة.
نعم بالغت فى تحميل الأمر فوق حجمه الطبيعى إلى أن جاءنى توضيحا من زميلتى العزيزة الصحفية وفاء وصفى.. جعلنى أخجل من نفسى كصحفى أولا لم يتحقق بالشكل الكافى قبل أن يكون قناعة أو رأى، وهو أمر لو تعلمون عظيم على نفسى.. وجعلنى أخجل من نفسى كمصرى شكك ولو للحظة فى ثوابت كنيسته الوطنية.
وكان توضيح الزميلة يتضمن هذه المعلومات.. أولًا زيارة البابا جاءت للصلاة على جثمان الرجل الثانى فى المجمع المقدس وهو مطران الكرسى الأورشليمى وهو من أسس العديد من الكنائس فى الدول العربية، حيث كان يخدم نحو 10 دول عربية فى مقدمتها الإمارات ولذلك قامت الكنيسة هناك بوقف كل الأنشطة واتشحت مواقعها على الإنترنت بالسواد فور علمها بالخبر.
من المعتاد أن يتم الصلاة على الأسقف فى إيبارشيته وهو تقليد كنسى ويدفن فيها أيضًا لأنه بحسب المفهوم الأرثوذكسى يعتبر الأسقف متزوجا من إيبارشيته، وأيضا حتى يتبارك منه كل من كان يخدمهم ولكن من حق البطريرك إذا لزم الأمر أن يأتى بجثمانه إلى القاهرة.. ولكن كانت وصية الأنبا أبراهام أن يدفن فى مكان خدمته.
وهذه ليست المرة الأولى التى يسافر فيها البابا للصلاة على جثمان أحد فقد سبق أنه فى نفس الوقت من العام الماضى قد سافر إلى أسيوط ليترأس الصلاة على جثمان شيخ المطارنة الأنبا ميخائيل، والذى يعد أكبر مطران فى المجمع المقدس، كما أن البابا حرص فور وصوله أن يوضح سبب الزيارة للأقباط، حيث بثت قناة مارمرقس وهى إحدى القنوات الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية كلمة له رفض فيها أن يطلق على سفره للقدس مصطلح "زيارة"، مؤكدًا أن الزيارة يكون معدًا لها سلفا وإنما هى جاءت بشكل استثنائى لأداء واجب عزاء.
وأنه لا يجوز أن شخصا بحجم الأنبا أبراهام لايصلى عليه البطريرك بنفسه لذا فهى زيارة وفاء وواجب إنسانى.
إلى هنا ينتهى توضيح الزميلة.. وإلى هنا نصل إلى ضرورة التحقق قبل إبداء الرأى والتحليل وتحميل الأمور بما ليس فيها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
atef emeil
اخلاق المهنه
عدد الردود 0
بواسطة:
د.ياسر
مباح للعزا وممنوع للزيارة؟
عدد الردود 0
بواسطة:
fady sidrak
قَدَاسَةِ البَابَا تَواضرُوس الثَّانِي فَي القُدْسِ
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس مدحت عاطف
الأستاذ أحمد الطاهري
عدد الردود 0
بواسطة:
wgh
مقاله جديره بالاحترام وشكرا أستاذ احمد واعتذارك مقبول
عدد الردود 0
بواسطة:
نوال سامى
لو سمحت أستاذ احمد
عدد الردود 0
بواسطة:
نوال سامى
لو سمحت أستاذ احمد
عدد الردود 0
بواسطة:
جرجس نادي
أخلاق وتربية أصيلة
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير أسعد
لا تتسرعوا في تعليقاتكم
عدد الردود 0
بواسطة:
جاسر جميل
عفوا قداسة البابا تواضروس