د. غيضان السيد على يكتب: الكوميديا الانتخابية بين العزوف والمال السياسى

السبت، 28 نوفمبر 2015 10:00 ص
د. غيضان السيد على يكتب: الكوميديا الانتخابية بين العزوف والمال السياسى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى وسط انتقادات حادة من كافة الاتجاهات والتيارات للانتخابات البرلمانية 2015 والتى تمثل الاستحقاق الثالث والأخير التى وضعته القيادة السياسية فى البلاد، لإتمام التحول الديمقراطى وانتقال السلطة بعد ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة، إلا إنه بالرغم من ذلك لا يمكننا إنكار أن هذه الانتخابات شهدت تغيرات نوعية تميزها عن غيرها من مختلف الانتخابات التى شهدها التاريخ الديمقراطى المصرى.

يأتى على رأس هذه التغيرات المميزة، غياب الدعاية الدينية لأول مرة، فلم نجد أية دعاية دينية على اللافتات أو البرامج لكافة المرشحين (هذا أن وجدت البرامج)، حتى من جهة حزب النور السلفى وهو الحزب الذى ينطلق من مرجعية دينية مهما حاول أنصاره أن يظهروا غير ذلك.

كما كان من أبرز سمات هذه الانتخابات إنها كانت انتخابات بلا سيطرة حزب حاكم عليها، فضمنت بذلك حيادية الحكومة، وعدم تدخلها لصالح أياً من المرشحين. ومن ثم كانت نسبة نزاهة هذه الانتخابات عالية وبدرجة كبيرة حيث لم تبدو فى الأفق شائبة تزوير واحدة يمكننا أن نتحدث عنها بكثير من الاطمئنان أو براحة الضمير.
كما اختفى الصراع الدموى العائلى والقبلى ولم يظهر على السطح بصورته العادية التى ظهر عليها فى معظم الانتخابات السابقة.

وإن كانت قد ظهرت ظواهر سلبية أخرى كظاهرة المال السياسى التى ظهرت بشكل فج ووجه قبيح. وإن كانت فى رأيى أنها البديل الوحيد للعزوف الجماهيرى التى شهدته هذه الانتخابات وسط إحباطات الشباب، وخاصة فى المرحلة الأولى، وسكون العاطفة والموجة الثورية.

كما شهدت أيضاً -ويكاد للمرة الأولى- عزوف تام من جماعة الإخوان سواء كانوا مرشحين أو ناخبين، وإن كان بعض ذوى الاتجاهات السياسية يريد أن يحشرهم فى المظهر الانتخابى زوراً وبهتانا.

أما الكوميديا الانتخابية فقد تجلت فى أزهى صورها فى هذه الانتخابات بصورها متعددة، الضاحكة والمبكية. فالضاحكة منها ما ظهر من اعتراضات من بعض المرشحين من خلال تعليقه على خسارته فى الجولة الأولى وخروجه المبكر من المشهد الانتخابى، بأن المرشح الفائز والذى كان يأخذ رمز الأسد قد أخذ كل أصواته الانتخابية لأن أنصاره قد اختلط عليهم الأمر فلم يميزوا بين الأسد رمز المنافس والنمر رمزه الانتخابى، واعترض آخر بأن أنصاره لم يفرقوا بين ساعة اليد وساعة الحائط أو بين الدراجة والموتوسيكل.. أما الكوميديا المبكية أن الشعب الذى خرج ثائراً على الحزب الوطنى الفاسد البائد، وعلى رموزه المارقة، خرج مرة ثانية ليعيدها إلى المشهد السياسى فى البلاد بمحض إرادته الحرة وفى انتخابات نزيهة شهد لها القاصى والدانى فى انتكاسة لا يمكن إلا أن توصف بأنها كوميديا مصرية خالصة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة