دندراوى الهوارى

أفلحت حركة 6 إبريل إن صدقت!!

الأحد، 29 نوفمبر 2015 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نثمن قرار كل جماعة أو حركة مهما كانت معارضتنا لها عندما تقرر الارتكان لصوت العقل



موقفى من حركة 6 إبريل واضح، ولن يتغير يوما إلا بتغيير شامل جامع فى نهجها، فلم أر فى حياتى حركة تعارض من أجل المعارضة، وتتبنى خطابا شتاما وبذيئا ومتعاليًا ومنفرا، ويرى أعضاؤها فى أنفسهم أنهم الأعلون الذين يملكون الحقوق الحصرية للمعرفة، مثلما رأيت حركة 6 إبريل.

الحركة، ومنذ ظهورها على الساحة عام 2008، وحتى كتابة هذه السطور، لم تحشد جهودها فى إعادة تقييم شامل لمواقفها، وتسأل نفسها هل الوطن تاج فوق رؤوس أعضائها، أم البحث عن الشهرة وعشق الظهور أمام وسائل الإعلام هو الأمل والمنى؟ الحقيقة أن الحركة مستمرة فى السير عكس اتجاه اهتمام الشارع المصرى بسرعة جنونية.

ضمت الحركة فى بداية تشكيلها عددا كبيرا من المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية مثل محمد عادل وعبدالرحمن عز، وأسماء محفوظ، وكانت سطوة ونفوذ محمد عادل أقوى من أحمد ماهر، ورغم شكاوى عدد كبير من أعضاء وقيادات الحركة من نهج محمد عادل خاصة فيما يتعلق بملف التمويل، إلا أن أحمد ماهر رضخ لمحمد عادل ولم يستطع مواجهته، الأمر الذى أدى إلى حدوث انشقاقات فى الحركة.

وتأسيسًا على ذلك، كان تعاطف الحركة مع جماعة الإخوان الإرهابية واضحًا، ومساندتها لها فى كل مواقفها من الشارع إلى صناديق الاقتراع فى معظم الاستحقاقات الانتخابية قبل 30 يونيو، وأخطر مواقفها مع الجماعة الإرهابية عندما استحدثت هتاف الخسة والعار، يسقط يسقط حكم العسكر، ما دفع المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق إلى إصدار البيان رقم «69» اتهم فيه الحركة صراحة بتأليب الشعب ضد الجيش.

الحركة مساء أمس الأول، أصدرت بيانا على صفحتها بموقعى التواصل الاجتماعى «الفيسبوك وتويتر» كان بمثابة المفاجأة لى، عندما أعلنت عن أنها لن تدعو إلى ثورة جديدة فى يناير المقبل، حقنا للدماء، وتدعو إلى حوار وطنى شامل.

ورغم اختلافنا أو اتفاقنا مع الحركة وبأى صفة تتحدث باسم الشعب، وهل لديها تفويض عام تتحدث باسمه، خاصة وأنها ترفض خوض أى استحقاق انتخابى، بجانب أنها حركة محظورة قانونيا، فإننا نؤيد دعوتها، ونحترم طرحها، وتغليب صوت العقل، فى ظل أوضاع إقليمية ودولية غاية فى الخطورة، وتربص تنظيمات متطرفة انتظارا لفرصة تنقض فيها على الأوضاع فى مصر، وتدخل البلاد فى فوضى عارمة.

نعم، لا يوجد دولة فى الكون، تتحمل الدعوة إلى ثورة سنويا، للدرجة التى كره فيها الغالبية الكاسحة من الشعب المصرى ذكرى 25 يناير، بسبب دعوات حركة 6 إبريل وذيولها، والجماعات المتطرفة للمظاهرات والثورة فى هذا اليوم.

نعم 6 إبريل وذيولها دفعوا الشارع عن بكرة أبيه إلى الكفر بثورة 25 يناير، والمطالبة بإلغاء الاحتفالات بإحياء ذكراها سنويًا، نظرًا لاستغلال الجماعات المتطرفة، والحركات المسلحة للحدث، والاندساس بين المحتفلين وإثارة الفوضى، لذلك ووسط المعلومات المؤكدة بأن جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاءها، والمتعاطفين معها، بدأوا فى الترتيب والتجهيز لإثارة الفوضى فى 25 يناير المقبل، وتحركت الأجهزة الأمنية ورصدت اجتماعات فى الشقق المفروشة فى القاهرة والمحافظات، وألقت القبض على عدد منها، فإننى أثنى ولأول مرة للأسف على قرار حركة 6 إبريل، بعدم الدعوة لثورة جديدة، وإدراكها لأول مرة أيضا حجم المخاطر التى تهدد البلاد من المتربصين بها من كل الحدود الشرقية والغربية والجنوبية، ومن الداخل أيضا.

نثمن قرار كل جماعة أو حركة أو أى فصيل سياسى مهما كانت معارضتنا له، عندما يقرر الارتكان لصوت العقل، وتغليب المصلحة العليا للوطن على أى مصالح خاصة ضيقة، وتنحية الخلافات السياسة جانبا فى حالة إذا كانت البلاد تتعرض لمخاطر جسيمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة