أخشى إننا بنجرى جرى على فتح «الملف».. أى ملف.. عندما تحدث واقعة تحتاج واحدة من صفحات هذا الملف.. أو ذاك.. طبقاً للحالة!
الملف الآن هو ضياع وفناء أعمار نجوم الرياضة، والجلوس فى سرادقات عزاء حتى القهوة السادة أى كلام.. بالطبع جاءت وفاة «إسراء صيد المحلة»، لتعجل بإنزال ملف الفساد.. والفشل الرياضى المصرى المزمن من على الرف، لإضافة الشابة الراحلة إسراء بنت المحلة، لاعبة الكرة النسائية إلى أسماء كثيرة، سبقتها سواء إلى العالم الآخر بالرحيل عن الدنيا.. أو إلى الانزواء غصبا، يا ربى، فى حجرة «ببير سلم».. أو فى عنبر بمستشفى لا علاج فيه، ولا آدمية!
رغم هذا.. فالواجب أن نلقى الضوء على هذه الحالة المأساوية التى تدفع بالشباب لإفناء أجمل مراحل عمرهم، محاولين الوصول للنجومية ومعها بعض المال لتدبير «شبه» حياة كريمة.. بـملاليم البطولات.. لدرجة أن هناك نجوما رفعوا علم مصر، وحصلوا على ميداليات بكل المعادن، كان رفع الحديد، أو النزال بالأيادى والأقدام، فى ألعاب النزال والقتل، بالنسبة لهم معركة مع الفقر والنسيان!
صدقونى. قال بعض الأبطال حين تكلمهم عن الفوز، وأغلبه غير متوقع بميداليات بكل تأكيد فى الألعاب الشهيرة الزوجة الثانية، أو بنت البطة السوداء قياسا بالألعاب الشهيرة، فتسأل: كيف استطعت يا بطل.. أو يا بطلة طبعاً الفوز وقهر بطل «كذا». رغم أنه استعد فى جولات خارج بلاده.. ومعسكرات وأكلات ودولارات، بينما تستعدون فى مراكز الشباب.. وأى لقمة والسلام؟!
تخيل تأتى الإجابة الطيبة المباشرة، غير القابلة للنشر فى زمن الفساد كالآتى حضرتك: «تخيلت إن البطل الذى ألعب معه، أو أنازله هو الفقر؟!، هو الصخرة التى تغلق طريقى نحو الخروج من كهف مظلم كله عذاب وألم.. هو التراب الذى غطى كل أحلامى.. وأحلام أسرتى التى كانت تدخر البيضة، وحتة الجبن، وتوفر قطعتى لحم من بدنها لكى أحاول تحقيق أحلامهم.. تخيلوا»؟!
أما الإجابة التى تنشر بالأمر المباشر.. بدل السيد وكيل الوزارة.. دواليك.. دواليك.. ما يزعل، وبالتالى يتم غلق الطريق أمام البطل فهى: «مصر.. إدتنى كل حاجة.. وأهدى الفوز لمعاليهم كلهم.. ربنا يخليهم لنا يا رب.. يا رب؟!» أغلب الظن إن يا رب الأخيرة دى بيكون فى السر تكملتها: «يا رب يعيشوا نفس الحياة اللى إحنا عايشينها»؟!
الآن.. ومع وجود آمال فى أن تعمل الدولة المصرية لصالح المواطن المصرى يجب أن تعاود فتح الملف، بل نطلق عليه الملف الذى لن يغلق!
البداية.. والتكرار يجب أن يكون موقفنا يا شطار.. من وزارة الشباب والرياضة التى يجب أن يطلب الوزير خالد عبدالعزيز من كل محافظات مصر، تقريراً مفصلاً عن حالة كل الألعاب، بل تقريراً آخر مصوراً عن حالة الملاعب، على أن يتم دراستها.. وأظن أن نائب الوزير د. أشرف صبحى يمكنه بعد أن عمل كمحترف كثيراً، وأنجز خارج مصر أن يوجز الملف، شريطة أن تبدأ المعادلة فى الاتجاه نحو بوصلة الإصلاح من القاعدة، نعم القاعدة!
• يا سادة.. البداية يجب أن يصحبها تحديد أرقام اللاعبين فى كل الألعاب، ويوضع أمام كل لاعب ولاعبة.. حالته الاجتماعية.. طالباً كان.. أو عاملاً.. أو «بدون».. يعنى لا علم.. ولا عمل؟!
ثم حصر سريع للإمكانيات، مع ضرورة التركيز على وجود الآتى.. أطباء وممرضون، سيارة إسعاف، والله العظيم أو «تروسيكل»، اللى هو موتوسيكل بمقطورة لإنقاذ أى لاعب إذا تعرض لإصابة تحتاج الذهاب إلى المستشفى أو حتى مستوصف!
ببساطة بدون طبيب ووسيلة نقل.. يجب ألا يبدأ المران.. أو اللقاء.. أو المباراة!
• يا سادة.. متى يقوم وكالات الوزارة فى المحافظات، وأى مسؤول أيضاً يمثل المحافظة من متابعة ما يسمى «أكاديميات».. يشارك فى افتتاحها أحياناً نجوم، وأحياناً مسؤول.. آى والله كده!
هذه الأكاديميات باشتراكات، وهى فى أغلبها تمثل مافيا، ولنا فيها عودة، فتضع رسماً مالياً فى أفقر الأحوال يبدأ من 200 جنيه شهرياً؟! آه ما هو ابنك هيبقى بطل وهايعوضك؟!
هذه الأكاديميات غيرت تكتيكها من أماكن لكرة القدم يقودها الكابتن «حكورة».. و«أبو رسين؟».. و«المقشف».. تلك هى أسماء الكوتشات حضرتك يا أفندم!
أصبحت تداهم باقى الألعاب.. فهذه أكاديمية «كونج فو» وتلك «كاراتيه».. وغيرهما وغيرهما.. ولا تقولى دكتور. ولا حتى «مزين صحة».. وربنا ولا «ميكريكروم وشاش»؟!
اللى مش هايموت.. أو يصاب.. ممكن.. ممكن.. إمداد «الجماعات» به.. ولو راجعت وزارة الشباب والرياضة الحكاية.. هاتشوف ده.. وأكيد الكل هايفتكروا إزاى كان الإرهاب يتدرب فى مجموعات كتلك التى نتحدث عنها.. مش كده؟!
• يا سادة.. إذا كانت إسراء هى أمل أسرة؟! فأين هذا الأمل الآن؟!
ده حتى الموت.. بيتخطف منهم.. فلا يظهر للإعلام.. إلا السادة المسؤولون.. والكلام بقى بتاع: «لازم يتعمل اللازم».. طيب إيه اللازم؟!
تخيلوا.. البنت تموت.. وتلاقى صورة السيد المحافظ.. السيد وكيل الوزارة.. السيد رئيس البتاع.. آه النادى.. المركز.. أى بتاع.. يا خرابى يا جدعان.. حتى الصورة بتتسرق؟!
• يا سادة.. يجب مراجعة كل هذا.. بدلاً من البحث عن بديل.. كأن يأتى مستثمر بتاع أى حاجة ويقولك سأرعى «البطل».. وهات يا إعلانات ما هو الراعى.. وبأقل تكلفة.. يعنى حتتين فراخ أوراك.. ما تبقى من بقايا لحمة أكلتها أسرته ومصروف جيب على ما يوصل جيب البطل.. يكون بقى «قروش»!
• يا سادة فى الدولة لن نصمت تجاه التسول على أبطال رياضيين، أو عليهم نقرأ الفاتحة بعدما ينتقلوا إلى العالم الآخر بفعل فاعل!
لا يمكن أن نطرح المطروح من بدرى.. وهو أن يتم عمل «وثائق تأمين» والعياذ بالله باسم أى لاعب يمولها وكالات الوزارة فى المحافظات. تغنى اللاعب عن سؤال أى «لئيم».. سواء فى العجز أو الوفاة؟!
• يا سادة فى الدولة.. آخر ما يمكن أن يوصف به النظام الحالى أنه يحتاج نسفا.. وإليكم بعض الصور الهزلية.. كابتن مصر الكابتن صفوت عبدالحليم يعانى.. وغيره.. وغيره.. وهناك اللاعب الذى أصيب مع «ميدو».. وأقنع محامى النجم العالمى بأنه مالوش دعوة ولو على سبيل وجه الله.. والآن إسراء فإلى متى ستنتظر الدولة!
• يا سادة فى الدولة.. الشعب يريد لقاءات عديدة بين السادة وزراء الشباب والرياضة والاستثمار والتربية والتعليم بشكل شهرى لحين الخروج من الطريق العقيم، للإجهاز على ما لدينا من مخزون بالأرقام يكسف جداً!
• يا سادة فى الدولة.. ما يحدث عيب لا تتركوا الأبطال للجمعيات الودية اللى فيها حسنة قليلة وشكر من يقدمها وانقلوهم إلى حضانة الدولة؟! وكمان.. ما هو السر فى الإعجاب بأن يظل البطل يتسول من «الجمعية».. أى أن يموت فيقوم أهل الخير.. بجمع ثمن الكفن وتقسطه الأسرة.. بل يتبرع الحانوتية بالدفن.. يااااااه.. والله حراااااام.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة