«الساحر» البرتغالى مانويل جوزيه، المدير الفنى الأسبق للنادى الأهلى، غنى عن التعريف، فإنجازاته التى حققها مع «القلعة الحمراء» خير بطاقة تعريف له، والحديث هنا ليس على ما حققه من بطولات حينما كان على رأس القيادة الفنية للمارد الأحمر، وإنما عن اللقاء الأكثر من رائع مع برنامج «صاحبة السعادة» لإسعاد يونس، الذى نجح فريق إعداده بالكامل فى إخراج هذه الحلقة تشبه دخلات الجماهير المبدعة فى المدرجات من حيث الأفكار المختلفة الخارجة عن الصندوق.
كانت البداية بظهور جوزيه فى المشهد الأول بالعمل الدرامى أو الكوميدى، إذا جاز التعبير، وهو يتقمص شخصية «رجل عجوز» بلحية بيضاء كبيرة، ويدخل متكئاً على عصا، ويقول: «إنتى مادام إسعاد.. أنا عارف الاسم بس الذاكرة ضعفت»، فالمشهد هنا ليس عادياً بل هو رسالة قوية إلى المهندس محمود طاهر رئيس النادى الأهلى الذى برر بعدم موافقته على عودة الساحر البرتغالى إلى تدريب الفريق الكروى الأول بالنادى إلى أنه أصبح رجلاً عجوزاً، نعود إلى المشهد الرئيسى ثم قال جوزيه إنه يشعر بالتعب والإرهاق ولا يستطيع أن يكمل الحوار ويفضل العودة إلى منزله، ووجه رسالة ساخرة إلى طاهر قائلاً: «رئيس الأهلى لن ينسانى، لأن الزمالك به مدرب اسمه مانويل جيسوالدو فيريرا، والأهلى به صديقى جوزيه بيسيرو، الزمالك لديه مانويل والأهلى لديه جوزيه، ولذلك سيظل اسم مانويل جوزيه يتردد دائماً ولهذا لن ينسانى أبداً».
المشهد هنا يبدو مضحكاً للجماهير التى شاهدته، فهو قد يكون هكذا، ولكننى أراه من منظور آخر بأنه مشهد تمثيلى درامى بشكل أكبر، وكأن جوزيه بداخله يريد أن يوجه كلمات قاسية إلى رئيس الأهلى حول ما قاله عنه، فلو كان يستمع إلى المطرب العراقى الكبير ناظم الغزالى، لكان وجه له كلمات أغنيته «عيَّرتنى بالشَّيبِ»، والتى تقول كلماتها: «عيرتنى بالشيب وهو وقار.. ليتها عيرت بما هو عار.. أن تكن شابت الذوائب منى.. فالليالى تزينها الأقمار.. دموعى بيوم فقد الولف ليلى.. وردت عينى يمرها النوم ليله.. تعيرنى عجب بالشيب ليلى.. واخير اثنيننا نشيب سوا».
كان هناك مشهد آخر، به رسالة درامية أيضاً، حينما قال جوزيه: «أنا من عشاق رقص التانجو، لكن صحتى أصبحت لا تسمح بالرقص بنفس إمكانيات الشباب».. فطلبت منه إسعاد يونس الرقص معها، وافق الخواجة البرتغالى.
فى اعتقادى أن جوزيه بهذا المشهد كأنه يقول لمحمود طاهر الحكمة القائلة: «الحياة مُستمرة سواء ضحكت أم بكيت.. لا تحمّل نفسك هموماً لن تستفيد منها.. تذكر بأن القلق لا يَمنع ألم الغد ولكنه يَسرق مُتعة اليوم».. وها أنا اليوم قررت أن أعيش حياتى دون النظر إلى أية أمور أخرى.
بعيداً عن الرسائل التى وجهها جوزيه إلى طاهر ومجلس الأهلى الحالى، فالحوار كان مليئاً بمعلومات دسمة عن المدرب البرتغالى خاصة بحياته الشخصية وعلاقته بوالده ووالدته وكيف عرف الطريق إلى عالم كرة القدم لاعباً ثم مدرباً؟.. فحياته وحكاويه فعلاً كانت أشبه بحواديت لاعبينا الكبار داخل شوارعنا، فإسعاد يونس استطاعت وبطريقة سلسة أن تستخرج منه حواديت رائعة، وإن دل ذلك على شىء فهو يؤكد أن «صاحبة السعادة» يغرد منفرداً وبلا منافس فى عالم الإعلام حالياً داخل مصر، خاصة أننا اعتدنا من مقدمى البرامج التى تستضيف نجما شهيرا، سواء فنانا أو لاعب كرة، يحكى فيه عن سيرته الذاتية وأهم محطات فى حياته، أن الهدف الأول والأخير يكون هو تجميع أكبر عدد من المشاهدين، فمقدموها لا يتعاملون مع الشخصية الضيف على أنه قدوة وخاض تجارب كثيرة يجب التعلم منها ومن أخطائهم، لكن بهدف الإثارة وكشف المستور فى حياتهم بطريقة فجة، لكننا فى حلقة جوزيه مع «صاحبة السعادة»، وجدنا أنفسنا أمام سيمفونية رائعة وعمل فنى راقٍ يستحق الإشادة، برافو فريق إعداد برنامج «صاحبة السعادة.. برافو إسعاد يونس.. وأخيراً برافو جوزيه».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ميدو
جوزيه ملك البطولات