أزمتنا الحقيقية فى نخبتنا التى لا تحاول مطلقًا أن تتفاعل مع الشارع وما يحتاجه المواطنون، فكل هم النخبة المصرية أن تظهر على الفضائيات وعبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» لتدلى بدلوها فى كل صغيرة وكبيرة إلا ما يهم المواطنين، حتى إذا ما لمسوا قضية تشغل بال المصريين يأخذونها من البعد السياسى.
أقول ذلك بمناسبة تعليقات العديد من النخبة على كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، الأحد الماضى، فالرجل تحدث بلغة يعرفها المصريون، لكن لا تفهمها نخبتنا التى تريد من السيسى أن يحقق لهم ما يريدونه وهم جالسون على مقاعدهم يكتبون خواطرهم على فيس بوك وتويتر، وحينما تحدث السيسى مع الشعب ووضعهم فى المشهد الذى تعيشه مصر حاليا، انطلقت التعليقات الغاضبة ومنها الممزوجة بسخرية لا تليق أبدًا بالوقت الذى يعيشه البلد، ولا بالضرورة التى جعلت رئيس الجمهورية يخرج ويتحدث عن مشاكل تعانى منها الدولة، ويكشف عن الخطوات التى اتخذتها الدولة للقضاء على هذه المشاكل، والغصة التى فى حلقه بسبب تجاهل الكثيرين، ومن بينهم للأسف إعلاميون، لما تحقق على الأرض خلال الأشهر الماضية.. تجاهلت النخبة كل ذلك وبدأت تتحدث باللغة المرفوضة من الشارع، لغة النشطاء الذين لا هم لهم الا الانتقاد حتى وإن كانوا على خطأ، لأن أعينهم لا ترى إلا الخطأ فقط، وموجتهم دائمة موجهة إلى الانتقاد.
النخبة المصرية تلوم الدولة والنظام السياسى فى مصر على النتائج التى انتهت إليها الجولة الأولى لانتخابات مجلس النواب، فى محاولة للهروب من الحقيقة التى تقول إن الشارع لفظ كل من يحاول أن يتفلسف أو يتعالى عليه، أو يظهر فى صورة الواعظ السياسى، لأن مصر لا تحتاج لوعاظ ولا لفقاء سياسيين وانما فى حاجة لمن يمد لها يده ويخدم البلد بالفعل وليس بالقول والأمنيات ولا بالتويتات المقرونة بحقد سياسى لا مثيل له، السيسى ليس فى حاجة لكى أدافع عنه، لأن الرجل له رصيد كاف لدى الشارع الذى يعرف كيف يتحرك الرئيس ويعمل لتلبية احتياجات المواطنين، لكن من يحتاج للنصح هم النخبة التى عليها أن تراجع نفسها وموقفها، وأن تقف فى صف الشارع وليس فى صف السوشيال ميديا التى لن تضيف لهم شيئا وإنما تنتقص من رصيدهم، إن كان لهم رصيد من الأساس.