ما الذى يحدث فى ليبيا؟ حرب الميليشيات مستمرة والسيطرة على منابع النفط من قبل الفصائل المتحاربة، وبيعه بأسعار زهيدة فى السوق السوداء أيضا مستمر، وشبح التفكك مازال يهيمن على الدولة الليبية، رغم إعلان تشكيل حكومة فايز السراج الانتقالية تحت إشراف دولى.
الإشراف الدولى على سير الأوضاع فى ليبيا لم يحل أى مشكلات على الأرض، بل على العكس من ذلك، أصبحت أكثر تعقيدا، فالبلاد أصبحت مقسمة فعليا بين حكومتين وجيشين فى الشرق والغرب، فضلا عن منطقة القبائل فى الجنوب، والاتفاق الهش بتشكيل حكومة انتقالية من الممكن نقضه فى أى لحظة وعودة الاشتباكات من جديد، مع استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب، فمن وراء استمرار تدفق الأسلحة والمرتزقة؟ ومن يدعم دولة الميليشيات الفاشلة على غرار الصومال وسوريا؟ ومن يريد الوصول بدولة بترولية غنية إلى حافة الإفلاس، وتشريد مليونى مواطن مستقرين فى مخيمات للاجئين على أراضيهم؟
الرئيس السيسى فى زيارته لبريطانيا سيضع القضية الليبية على رأس جدول الأعمال، خلال لقائه ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى، لأن بريطانيا التى أسهمت فى سقوط القذافى وتفكيك الدولة الليبية لم تفعل إلا إسقاط الديكتاتور، وتوزيع مخازن سلاحه على مئات الآلاف من المتعطشين للقتل والعنف والسلطة، وبدلا من ديكتاتور واحد أصبح فى ليبيا الآلاف من عينة القذافى.
وتتصور أوروبا وبريطانيا أن ليبيا باعتبارها مركزا للعنف والإرهاب بعيدة عنها، وأن أمراض التطرف لا يمكن أن تصل إلى عاصمة الضباب، أو لأى عاصمة أوروبية أخرى، لكن الذئاب الشاردة التى ظهرت فى أوروبا وأحداث العنف فى باريس وخلايا الإخوان التى تحتضنها لندن كلها قنابل موقوتة، ومن الممكن فى لحظة واحدة أن يحدث التواصل بين خلايا الإرهاب الكامنة فى بريطانيا وأمراء الميليشيات فى ليبيا، لنقل التجربة الليبية إلى «10 داويننج ستريت» مقر رئيس الوزراء البريطانى نفسه.
لذا من مصلحة كاميرون وبريطانيا التجاوب مع طرح الرئيس السيسى بضرورة وقف دعم ميليشيات التطرف فى ليبيا بالسلاح والمقاتلين، ووقف انهيار الدولة الليبية، وتفكيكها للسيطرة على منابع النفط والغاز، فالمخاطر وراء ذلك غير محتملة، ولا يمكن تصور إمكانية السيطرة عليها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة