«ماتت قلوب الناس ماتت فيها النخوة / يمكن نسينا فى يوم إن العرب إخوة»، هى صرخة أطلقها أوبريت «الضمير العربى» للتعبير عن احتياج الشعب العربى فى كل مكان، إلى صحوة ضمير تعيدهم إلى مكانهم الحقيقى كأشقاء، بعيداً عن أى شقاق أو خلاف أو حرب، أو هم من الهموم السياسية اليومية التى تصيب الجميع فى مقتل، لكن ما يحدث حالياً أن الفجوة تزداد يوماً بعد يوم بين العرب، بلاد أصابها الدمار مثل العراق وسوريا وليبيا، وبلاد أخرى أصابها جنون العظمة، وتنظر إلى أشقائها بنظرة تعالٍ ولا ينظرون إلى المصلحة العامة، وبلاد أصابها الخلافات الداخلية بين إخوانى، وسلفى، وليبرالى، وغيرهم مثل مصر، ناهيك عما يحدث من صراعات بين حماس وفتح فى فلسطين «وجع العروبة» كلها.
كل هذه الأزمات من وجهة يتحمل مسؤوليتها الحكام العرب جميعاً بلا استثناء، لأنهم بدلاً من السعى إلى توحيد القوى العربية، تفرغوا إلى أهدافهم الخاصة حتى ولو على حساب جثث شعوبهم، فبدلاً من الوقوف صفاً واحداً ضد العدوانى الخارجى من الغرب الطامح فى إبقاء الوضع كما هو عليه فى الشرق الأوسط، حتى لا يكون العرب القوى العظمى فى العالم، وجدناهم، كما ذكرنا يتصارعون خلف نزواتهم التى دمرت أوطاننا.
فى مجمتعنا المصرى ارتبطت حياتنا بانعكاس الظروف السياسية والاجتماعية التى تحيط بالوطن العربى، وكان هدف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر هو تجميع العرب ليقفوا جنباً إلى جنب ضد العدوان والخطر الذى يداهم الوطن العربى ككل، لكنه تاه وسط زحمة الصراعات، وهو ما نتمناه حالياً أن تستيقظ ضمائر الحكام والشعب العربى ويتخذون خطوات جادة ليكونوا «يداً واحدة»، لتحقيق آمالهم وطموحاتهم فى الحصول على الأمن والسلام والاستقرار والعيش فى حياة هادئة وسلام دون حروب يذهب ضحيتها الآلاف من النساء والأطفال والشباب والشيوخ.
أعلم جيداً أن ذلك يعد حلما بعيد المنال جداً فى الوقت الحالى، لكننى أعتقد أننا نحن بحاجة إلى جرس إنذار من حين لآخر يوقظ فينا المشاعر التى دفنت على جراحنا، لعل وعسى يأتى يوم يتحقق فيه «الحلم» الذى ينتظره الجميع، لذلك كانت هذه دعوة منى إلى العرب جميعاً للتفاؤل ولم الشمل، وعلى الجميع أن يراجع نفسه ويشاهد ما يحدث فى الشارع العربى من سفك للدماء، وأعتقد أن الناس تشاهد كل هذا على الفضائيات بشكل يومى، لذا من الأفضل أن نقدم ما يجمع الوطن العربى، بدلاً من الشتات الذى يقودنا إلى الخراب، فهل يتحقق حلمنا وحلم جمال عبدالناصر؟!. اللهم احفظ أولادنا.. واجعل حلمنا يتحقق على أيديهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة