نحن أمام احتمالات مفتوحة، وجهات تحقيق لم تعلن أى تقارير رسمية حول الطائرة الروسية، روسيا من جهتها لم تعلن أى إجراءات جديدة بشأن سفر مواطنيها إلى مصر بعد الحادث، والتحقيقات تستمر فى مصر وأيضا فى روسيا حول الطائرة وشركة السياحة. الولايات المتحدة هى الأخرى لم تعلن أى إجراءات استثنائية، ونفس الأمر أوروبا. بريطانيا وحدها اتخذت إجراءات تحمل الكثير من الهلع، وعلامات الاستفهام، من دون أن تعلن أى معلومات واضحة وإنما كلها تقارير تنفى فى نصفها الآخر، ما تقوله فى النصف الأول.
هل هى مصادفة أن تصعد بريطانيا الإجراءات وتطلب استعادة مواطنيها وعددهم عشرون ألف مرة واحدة تزامنا مع تقارير تبدأ وتنتهى من دون تأكيدات عن احتمالات أن تكون الطائرة الروسية سقطت بتفجير متعمد. بالطبع لا يمكن لأحد أن يلوم بريطانيا على حماية مواطنيها وتفسير أى نسبة من الشك لصالح المواطنين. لكن القضية أن بريطانيا أو سلطاتها صعدت كل هذا وسط زيارة رسمية مصرية لبريطانيا من جهة، ومن جهة أخرى لاتزال التحقيقات التى تشارك فيها أربع جهات، مصر والولايات المتحدة وروسيا وهيئة سلامة الطيران مستمرة، وفى انتظار نتيجة التحقيقات، فإن التصريحات من روسيا جاءت مختلفة حيث لم يتم اتخاذ إجراءات «هلع»، وإنما قال المسؤولون إن الطائرات الروسية مستمرة فى السفر من وإلى مصر، وقال الكرملين، ردا على بريطانيا أى نظريات عن سقوط الطائرة الروسية جراء عملية إرهابية، مجرد تكهنات، ومن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، قالوا: لا نستطيع تبرير تصرف الحكومة البريطانية، بتعليق رحلات الطيران من شرم الشيخ إلى بريطانيا مع سؤال: هل توصلت لندن إلى معلومة لم تعرفها أمريكا؟، وهو ما بدا متناقضا مع تقارير نسبت لجهات استخبارية أمريكية التقاط مكالمات تقود لوجود عمل إرهابى. قرار بريطانيا لم يلق أى صدى بأمريكا، ولا فى روسيا وأوروبا، ومع هذا فإن بعض المواقع المصرية احتفت بتقارير مجهلة منسوبة لمصادر مجهلة عن أحداث مجهلة، ولم تنتظر إعلان أى نتائج للتحقيقات. من الطبيعى أن يتم أخذ كل الاحتمالات بجدية، سواء كان إرهابا أو خطرا أو عطلا فنيا، لأن الأمر يتعلق بأرواح، لكن علامات الاستفهام ترتفع، مع وجود هلع غير مسنود بمعلومات واضحة. وهو غموض سوف تكشفه وتحسمه التحقيقات.