واصلنا الكلام مع السفير المصرى فى الصين «مجدى عامر» فى مقر السفارة المصرية بالعاصمة «بكين»، حول برنامج التعليم الفنى المتطور فى الصين والذى يعد نقطة ارتكاز قوية لنهضة الصين الصناعية، وفى مقالى أمس ذكرت جانبا مما قاله السفير حول ذلك وحماسه الكبير له، وضرورة استفادة مصر منه، مشيرا إلى أن هناك دفعتين أرسلتهما مؤسسة «مصر الخير» لدراسة تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات، وعدد الدارسين فى كل دفعة 25، تتحمل «مصر الخير» نفقاتهم كاملة، وهى خطوة تحسب لهذه المؤسسة، ونتمنى أن تسير مؤسسات أخرى على نفس النهج، وأضاف السفير مجدى عامر، أن الخطة المقبلة فى مصر ستكون قيام المعاهد المتخصصة فى هذا النوع من التعليم على أرض مصر، والبداية ستكون فى منطقة قناة السويس حسب طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء زيارته الأخيرة للصين وبالفعل سيتم فى جامعة قناة السويس.
مجالات التعاون بين البلدين تتزايد معدلاتها، هناك البرنامج الفضائى، وتجديد الشبكة الكهربائية وتوليد الكهرباء بالفحم، ومشروع الضبعة للطاقة النووية والقطار من عين شمس إلى بلبيس بقرض مليار ونصف المليار دولار، ودفع هذا التعاون جاء منذ زيارة الرئيس السيسى الأولى عام 2014، فهذه الزيارة وحسب مسؤولين صينيين كانت نقطة تحول خطيرة، واتفاقية المشاركة الاستراتيجية التى تم توقيعها بين البلدين معناها أن الطرفين يعملان فى كل المجالات بما فيها المجالات التى كانت مغلقة، ونتج عنها إقبال من الشركات الصينية للاستثمار فى مصر، أما زيارة السيسى الثانية فى سبتمبر الماضى فحظيت باهتمام بالغ، أضف إلى ذلك الإعجاب الكبير والتقدير البالغ للمشاركة الرمزية للجيش المصرى فى العرض العسكرى بالعاصمة بكين لإحياء الذكرى الـ70 للحرب العالمية الثانية والانتصار ضد الفاشية، فالإعجاب والتقدير بهذه الخطوة كان على لسان كل صينى تحدثنا معه.
فى نهاية رحلتى إلى الصين، كنت أترك بلدا يترك لى ذكريات طيبة وحقائق تثير الإعجاب، وأسئلة لازالت تحتاج إلى إجابات، أسئلة من نوع: هل وصلت أهداف الإصلاح الاقتصادى فى رفع مستوى المعيشة إلى كل طبقات المجتمع؟، وما هى طبيعة التنمية فى القرى؟، ولماذا تكون معدلات التنمية والتطور فى الشرق أفضل منها فى الغرب؟، ففى مقاطعة «كيوتو»، قيل لنا: «الإعلام فى الغرب ضعيف عن الشرق، وأنه لا يوجد فى المقاطعة وسيلة إعلام مشهورة تؤثر فى عموم الصين».