لا أجد تعبيرًا أنسب من الوقاحة لأصف به ما قام به باراك أوباما وتابعه ديفيد كاميرون، فيما يتعلق بحادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، فالأول خرج بتصريح يقول فيه إنه يرجح سقوط الطائرة الروسية نتيجة انفجار قنبلة على متنها وهى فى الجو، والثانى سارع باعتبار الفرضية نفسها ذات مصداقية وبناء عليه قرر إعادة السياح البريطانيين من شرم الشيخ.
فعندما يخرج الرئيس الأمريكى بتصريح أو إعلان حول حادث مأساوى يتابعه العالم، فلابد أن تكون لديه معلومات على أعلى درجة من الموثوقية، فهو من هو بإداراته وأجهزته الأمنية وعملائه حول العالم وإمكاناته غير المحدودة، لكن أن يعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست فى مؤتمر صحفى بعد تصريحات أوباما، أن الولايات المتحدة لم تضع حتى الآن تقييمها الخاص فيما يتعلق بسبب حادث الطائرة الروسية، وبعده يؤكد جون كيرى، وزير خارجية أوباما، أن ما تم تناوله إعلاميا بشأن تقديرات أمريكية لأسباب سقوط الطائرة الروسية لا يعبر عن موقف الإدارة الأمريكية، التى لم يصدر عنها أى تصريح رسمى فى هذا الشأن، فهنا لا يمكن أن نسمى ما صرح به أوباما إلا وقاحة ووضاعة.
وعندما يقرر رئيس الوزراء البريطانى اتخاذ موقف رسمى بإعادة السياح البريطانيين من شرم الشيخ، بناء على ترجيحات أو تكهنات، لم يستطع أن يقدم الدليل عليها، بحسب ما طالب به الجانب الروسى الذى دعا كاميرون للالتزام بما تعلنه لجنة التحقيق الرسمية، أو تقديم ما يوثق المعلومات التى يعتمدها، فهنا لابد أن نتوقع توظيفا سياسيا للوقاحة التى يعتمدها ديفيد كاميرون مثله مثل أوباما.
هل يهدف أوباما وكاميرون إلى قطع الطريق على لجنة التحقيق الرسمية وفرض احتمال انفجار قنبلة على الطائرة الروسية كأمر واقع؟ وهل يمكن اعتبار موقف أوباما وكاميرون نوعا من الكيد السياسى لروسيا، ومحاولة إظهار أن التحرك الروسى ضد مصالح التحالف الغربى، سيدفع ثمنه المواطنون الروس؟
لكن ماذا عن الموقف الروسى؟ روسيا علقت رحلاتها إلى شرم الشيخ ولم توقفها، وفارق كبير بين الموقفين، كما أن الرئيسين السيسى وبوتين اتفقا على عودة رحلات الطيران الروسى إلى شرم الشيخ فى أقرب وقت، وعمليًّا هى أمور مرهونة بانتهاء التحقيقات خلال أسابيع، ولا يجب تفسيرها بأكثر مما تحتمل، وسوف نرى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
فؤاد على
الخيانة والعمالة لها وجوة كثيرة