يوسف أيوب

حقائق على هامش حادث الطائرة الروسية

الإثنين، 09 نوفمبر 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سقوط الطائرة الروسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ كشف عدة أمور تخص مصر وعلاقاتها الخارجية، خاصة مع الدول التى تقول دومًا إنها صديقة لمصر ولشعبها، لدرجة أننا كدنا نصدق هذه الدول لولا أن جاءت الطائرة لتكشف الحقيقة، فالمعلومات المؤكدة حتى الآن أن نتائج التحقيقات التى تجريها اللجنة الخماسية المعنية بالتحقيق فى حادث سقوط الطائرة الروسية لم تتوصل لأى دلائل عن وجود متفجرات أو عبوات ناسفة داخل جسم الطائرة الروسية، مما يؤكد بالدليل الواضح أن سقوط الطائرة لم يكن عملا تخريبيا، على عكس ما تردده بعض أجهزة المخابرات الدولية وعلى رأسها الأمريكية والبريطانية التى لم تتوان عن بث تقارير إخبارية بها روايات مختلفة تحاول تثبيت فكرة واحدة، وهى وجود عمل إرهابى يقف خلف سقوط الطائرة.

تثبيت فكرة العمل الإرهابى من جانب الولايات المتحدة ودول أوروبية مختلفة وعلى رأسها بريطانيا، تقف خلفها عدة أسباب أهمها رغبة هذه الدول فى تصعيد قضية الطائرة لإحراج الرئيس الروسى فيلاديمر بوتين أمام شعبه لموقفه الداعم لمصر وثورة 30 يونيو، وردًّا على العمليات الروسية فى سوريا ضد تنظيم «داعش»، والتى أثارت غضبا أمريكيا وغربيا، خاصة أن الضربات الروسية كشفت إلى حد كبير حقيقة الوهم الذى كانت تصدره هذه الدول بقولها إنها تخوض حربًا على التنظيم الإرهابى من خلال التحالف الدولى الذى جرى تأسيسه قبل عام دون أن يوجه ضربة قاضية لـ«داعش»، فجاءت الضربات الروسية وفى أقل من شهر لتدمر نسبة كبيرة من البنية الأساسية التى كان يعتمد عليها «داعش» فى سوريا والعراق، ولجوء عدد كبير من عناصر التنظيم الإرهابى إلى الهروب، وهو ما كشف عن حقيقة أن التحالف الدولى الذى كانت تقوده واشنطن لم يكن يهدف إلى القضاء على داعش، وإنما تحقيق أغراض عسكرية وسياسية أخرى.

بجانب إحراج بوتين داخليًّا، فالتحركات الأمريكية والغربية سعت أيضًا إلى محاولة عقاب مصر بسبب مواقفها الأخيرة سواء بتأييد الضربات الروسية ضد داعش، أو رفضها المطالب الأمريكية والأوروبية بإعادة دمج جماعة الإخوان الإرهابية فى الحياة السياسية المصرية، فكان التركيز هذه المرة بمحاولة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين فرض حصار اقتصادى على مصر يبدأ بضرب السياحة التى تمثل شريانا رئيسيا تتدفق من خلاله العملة الأجنبية، فضلاً عن المساعدة فى القضاء على البطالة لعدد كبير من الشباب الذى يعتمد على السياحة كمصدر رئيسى للحياة، فلجأت هذه الدول إلى تحويل مسار الطائرة الروسية وإظهارها على أنها سقطت بفعل تخريبى، على أن يستتبع ذلك قرارات من هذه الدول بإجلاء سياحها من مصر وتحذير رعاياها من السفر إلى مصر «غير الآمنة»، ضرب السياحة هو أول طريقة لضرب الاقتصاد المصرى وتركيع البلد اقتصاديا، وفقًا لتصور هذه الدول، لأنه سيتبع ذلك رفع قيمة الدولار أمام الجنيه لإضعاف مصر والضغط عليها لإفشالها وتقليب الشعب على الإدارة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة