يبدو أنه كتب على مهرجان القاهرة السينمائى - الذى تنطلق فعاليات دورته الـ37 بعد يومين - أن يقام دائما فى وسط ظروف سياسية صعبة مثلما حدث فى الدورات السابقة، ورغم ذلك كانت الدورة الماضية من الدورات المهمة والمميزة فى عمر المهرجان والتى تولى رئاستها الناقد الكبير سمير فريد، من حيث نوعية الأفلام المعروضة والمظاهر الموازية التى أقيمت والمطبوعات وهو ما حرصت عليه الإدارة الجديدة، والتى تبذل مجهودا مضاعفا لخروج المهرجان فى أبهى صورة وبشكل يليق باسم مصر.
ومع الإعداد الجيد للمهرجان ومحاولة القائمين عليه الناقدين المخضرمين «ماجدة واصف» رئيس المهرجان «ويوسف شريف رزق الله» مدير المهرجان، وكان كل شىء يسير على ما يرام، جاء حادث الطائرة الروسية ليلقى بظلاله على المهرجان الذى أصبح المجهود مضاعفا على إدارته والتى سيكون جزء كبير من مهامها التأكيد على إن مصر آمنة ويوجد بها مهرجان سينمائى دولى، يعرض إنتاجات من كل دول العالم ويستضيف عددا من صناع السينما من «آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا».
التحدى كبير أمام القائمين على المهرجان ليعكسوا الوجه المشرق والمتحضر لمصر وطبقا لتصريحات رئيس المهرجان ماجدة واصف التى أكدت أنه حتى هذه اللحظة لم يعتذر أحد من ضيوف المهرجان وأن كل شىء يسير بشكل جيد، لذلك يجب أن تكون لدينا الإرادة ليخرج المهرجان فى أحسن صورة وأتمنى أن يدرك صناع السينما فى مصر أهمية وضرورة ذلك وألا يتغيبوا عن المشاركة فى المهرجان بل أنه فرض عليهم أن يشاركوا فى أغلب الفعاليات ويحضروا بكثافة بعيدا عن الغياب الدائم والمتكرر فى الدورات السابقة وحتى من يردد منهم أن لديهم تصويرا أو هم مشغولون فى التحضير لأعمال جديدة لن يضيرهم شيئا لو خصصوا جزءا من وقتهم لمهرجان بلدهم بعيدا عن فكرة الحشد، ولنا فى مهرجانات العالم أسوة.
الدورة الـ37 من المهرجان التى تبدأ الأربعاء المقبل وتُختتم فى 20 نوفمبر، تضم العديد من الإنتاجات المميزة التى يجب ألا تفوت المهتم والمحب للسينما، حيث هناك قرابة 100 فيلم موزعة بين المسابقة الدولية (16 فيلما)، وقسم «عروض خاصة» (20 فيلما)، وقسم «مهرجان المهرجانات» (45 فيلما) من بينها أفلام حصدت جوائز مهمة فى مهرجانات عالمية كبرى ويعرضها المهرجان خارج المسابقة الدولية مثل: الفرنسى «ديبان»، الذى نال السعفة الذهبية فى مهرجان كان السينمائى الدولى هذا العام، الرومانى «عفارم» الذى حصد مخرجه «رادو جود» جائزة الإخراج فى مهرجان برلين 2015 والإيطالى «قلوب جائعة» الذى حصد بطلاه «أدم درايفر» و « ألبا روهرواشر» جائزتى أحسن ممثل وأحسن ممثلة فى مهرجان فينيسيا عام 2014، والفيلم التشيكى «رعاية منزلية» الذى مُنحت بطلته «الينا ميهولوفا» جائزة أحسن ممثلة فى مهرجان كارلو فيفارى الدولى فى يوليو الماضى، كما يُعرض المهرجان الفيلم الأرجنتينى «النار» الذى مُنحت بطلته «بيلار جامبوا» جائزة أحسن ممثلة فى مهرجان «مالاجا» الإسبانى، والفيلم الباكستانى «دوختار» الذى فاز بجائزة الجمهور فى مهرجان «كريتى» الفرنسى.
إضافة إلى العديد من الأفلام المرشحة فى مسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبى وأيضا أحدث إنتاجات السينما المصرية.. مهرجان القاهرة السينمائى يستحق كل الدعم والوقوف بجانب القائمين عليه.