كيف ظلم الإخوان والنشطاء والمسؤولون المصريين؟
«سى لطفى» فى فيلم إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين كان شعاره الدائم «ساعة تروح وساعة تيجى».. ساعة نجد فيها كتابا وإعلاميين وقد أصبحوا ملء السمع والأبصار، وساعة يخفت نجمهم وتنزوى أقلامهم ويتلاشون. كل أفراح مصر لا تخلو من فقرة أغنية «الدنيا زى المرجيحة يوم تحت ويوم فوق».. فى يوم تعلو مرجيحة سياسيين ونشطاء ويتصدرون المشهد ويتحكمون فى الساحة السياسية، وفى يوم آخر تعود بهم المرجيحة إلى حيث الظل أسفل الأحداث وبؤرة الضوء.
فى دفتر الأمثال الشعبية العربية عبارة تقول «دوام الحال من المحال»، مسؤولون على الكراسى وزراء ومحافظون، وغدا ضيوف فى البرامج ومستشارون، وبعد غد فى المنازل، جالسين فى انتظار سؤال. تلك آية الله فى أرضه لا مكسبا دائما ولا خسارة دائمة، من يكسب اليوم يخسر غدا والعكس صحيح، كل الفئات السابق ذكرها وجدت من بعد 25 يناير أياما من النعيم وأياما من الشقاء إلا الشعب المصرى، هو وحده من بقى يدفع الثمن فى مراحل صعود وهبوط كل هؤلاء؟!
كل طرف من الأطراف السياسية فى مصر إخوان، وسلفيين، وليبراليين، وفلول، ونشطاء، ينال حظه من المكسب السياسى فيكتب قصائد المدح فى المصريين كشعب عظيم، يخسر مكانه السياسى فلا يجد سوى الشعب لتحميله المسؤولية. فى انتخابات مجلس النواب الأخيرة كان مؤسفا أن تخرج بعض الأصوات من أفواه نشطاء وسياسين وثوريين وهى تسخر من الشعب المصرى وخياراته وتتهمه بالجهل، وهم بفعلهم هذا لا يختلفون كثيرا عما قاله عمر سليمان بخصوص أن الشعب غير مؤهل للديمقراطية ووجد منهم أنفسهم هجوما قاسيا.
«الشعب المصرى غلب معاكم» حينما شارك الشعب فى 25 يناير وصفه عمر سليمان ورموز نظام مبارك وقالوا إن المواطن المصرى غير مؤهل للديمقراطية وغير ناضج، بينما وصفه الإخوان والنشطاء بأنه أعظم شعوب العالم ومعلم البشرية، بعد أن كانوا يقولون عنه فى عهد مبارك أنه شعب خاضع وسلبى، حينما قال الشعب فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية مارس 2011 نعم، ثم اختار أغلبية برلمانية من الإخوان والنور وصفه الإخوان والسلفيون بأنه قال للدين نعم، وقال عنه الليبراليون إنه شعب مضحوك عليه بالسكر والزيت، ولا يملك وعيا كافيا، حينما خرج المصريون فى مظاهرات 30 يونيو بالملايين لإزاحة محمد مرسى وجماعته من السلطة، قال الإخوان الشعب غير مؤهل ديمقراطية، ويكره المشروع الإسلامى رغم أنهم من عام واحد كانوا يرونه أعظم شعوب الأرض وصناديقه قالت للدين نعم، بينما قال النشطاء الذين وصفوا الشعب من قبل إنه مضحوك عليه بالسكر والزيت إنه شعب عظيم ومؤهل للديمقراطية، وقال الفلول الذين وصفوا الشعب المصرى فى 25 يناير بأنه غير مؤهل للديمقراطية إن الشعب عظيم وواعى، حينما اختار الشعب السيسى فى انتخابات الرئاسة، قال عنه الإخوان إنه شعب عبيد بيادة يعشق القمع، بعدما قالوا فى المصريين شعرا حينما اختاروا مرسى فى 2012، بينما النشطاء الذين وصفوا المصريين فى 25 يناير و30 يونيو بأنه الشعب الثائر والعظيم والمستعد للمشاركة والديمقراطية، أصبحوا يقولون إن الشعب غير مؤهل ولا يعرف مصلحته.
فى انتخابات البرلمان كانت المفاجأة، فى اليوم الأول ومع ضعف الإقبال أنصار 30 يونيو ومذيعين الطبلة سخروا من الشعب، وقالوا إنه سلبى وغير مؤهل للديمقراطية والمشاركة، بينما النشطاء قالوا إن ضعف الإقبال دليل على وعى الشعب المصرى، وحينما انتهت نتيجة الانتخابات إلى ما انتهت اليه، قال المذيعون وأنصار 30 يونيو أن الشعب عظيم ويجيد اختيار نوابه، بينما قال النشطاء إن الشعب غير واع وغير مؤهل لاختيار نوابه.
«حرام عليكم بقى سيبوا المصريين فى حالهم».