التحسس من بعض أنواع الطعام والشراب، مشكلة مناعية بالمقام الأول، تحدث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة بالجسم لبعض المركبات والمواد دون سبب واضح.
غالبا ما تنتهى أعراض التحسس بمعظم أنواعها فى فترة تتراوح من ثلاثة إلى خمسة سنوات، يبدأ بعدها جهاز المناعة بالتعود على المواد التى طالما هاجمها ويتوقف بعد فترة عن مقاومتها.
من أهم أنواع الحساسية بين الأطفال تحديدا هى حساسية اللبن، والتى يعانى منها نحو 2 إلى 7 من كل 100 طفل على مستوى العالم .
تبعا لرأى أستاذ طب الأطفال وحديثى الولادة الدكتور طلعت حسن سالم، فإن حساسية اللبن غالبا ما تظهر لدى الأطفال بعد العام الأول ومع بداية إدخال اللبن ومشتقاته للنظام الغذائى للطفل.
يوضح طلعت أن هناك أعراضا محددة تدل على إصابة الطفل بحساسية الحليب، أهمها الإسهال والانتفاخات الشديدة والغازات والقىء وأحيانا الإكزيما الجلدية ونوبات من ضيق التنفس.
السبب فى حساسية اللبن تبعا لرأى سالم أن الطفل الذى يعانى هذا النوع من التحسس، لا ينتج جسمه النسبة الكافية والطبيعية من إنزيم "اللاكتاز" وهو الإنزيم المسئول عن تفكيك سكر اللبن، ومن هنا تنتج الأعراض المعوية المزعجة نتيجة عدم هضم سكر اللبن بصورة طبيعية وسليمة.
يؤكد عطية أن أغلب حالات حساسية اللبن، تكون تجاه اللبن البقرى تحديدا، وغالبا ما تنتهى الأعراض ببلوغ الطفل عامة الثالث إلى الخامس، ونسبة قليلة تستمر الحساسية إلى سن 8 سنوات، وهناك نسبة منخفضة جدا قد تستمر أعراض الحساسية لديهم حتى مرحلة البلوغ.
عن علاج هذا النوع من الحساسية، يقول طلعت إن حساسية اللبن كغيرها من أنواع الحساسية يتم علاجها بواسطة تجنب تناول الأطعمة المسببة للتحسس، وفى تلك الحالة ينصح بالابتعاد عن الحليب البقرى ومشتقاته، وفى حالة تلقى الطفل رضاعة صناعية يجب استشارة الطبيب عن الأنواع التى لا يدخل فى تركيبها مشتقات الحليب البقرى.
أما فى حالة اعتماد الطفل على الرضاعة الطبيعية فيوضح طلعت أن حساسية الحليب لا تنتج من لبن الرضاعة الطبيعة، ولكن ننصح الأم بعدم تناول أو الإسراف فى تناول الحليب البقرى ومنتجاته، حتى لا تتسرب مركبات الحليب إلى لبن الرضاعة ويصاب الطفل بأعراض التحسس.