التشريع آخر اهتمامات النواب
انفتحت شهية النواب الجدد على تصريحات من كل لون وشكل، سباق من أجل الظهور والإدلاء بالكلام الساخن عن التربيطات والتحالفات، والانتقادات المزدوجة والمضادة والرغبة الهائلة فى أن يحتل كل منهم مساحة من التوك شو الممتد فى كل الاتجاهات. وغالبا يريد كل نائب أن يصنفه الناس على أنه نائب مستقل ومعارض ولا مانع من صناعة معارك شكلية لا يخسر منها شيئا.
طبعا كل نائب موقر من نواب الفرجة، لديه الاستعداد التام لتقديم فقرة عجين الفلاحة، أو نوم النائب. من أجل أن تتوجه إليه الكاميرات ويصبح نجما مقررا على التليفزيونات، يدلى برأيه وعكسه فى الوقت نفسه، ليصبح مجالا لعناوين كثيرة تتابع فتوحاته فى عالم الكلام.
نحن أما نوعيات من النواب يتحدثون عن بناء كتلة أو تحالف، يخرج نائب ليعلن أنه ليس مع التحالف، على اعتبار أنه ممكن يبقى تحالف مثل تحالفات الحزب الوطنى، ويرد نواب التحالف ليعلنوا أنهم ليسوا «حزب وطنى» و«لا بيحترموه». وطبعا رأينا دعوات لإقامة تحالفات من الصعايدة بمواجهة تحالفات أخرى يرون أنها تستقطب نواب بحرى.
رأينا نوابا يرغون ويزبدون ويهمهمون وبعضهم يهدد «فيها يا اخفيها»، وخير مثال المعركة حول منصب الأمين العام لمجلس النواب، وما إذا كان اختيار الأمين العام من مهام النواب أم الحكومة. وتبدو «العركة» المنصوبة مجرد لعبة شد حبل بين الأطراف، لا تفيد غير أطرافها وهدفها أن يثبت كل طرف من الأطراف أنه لاعب رئيسى ويحق له أن يكون من أصحاب القرار.
ولا يهم كثيرا ما إذا كان النائب معارضا أم مؤيدا أم بين الأطراف، والمهم هو أن يبدأ كل نائب فى ترتيب أوراقه طبقا لما يحتاج البلد وينتظره المواطن وليس مجرد استعراضات أقرب لنمرة الحاوى أو التلات ورقات حيث لا مواقف ولا موضوعات فقط التصريحات والتوك شو ولا شىء بعدها، والهدف غالبا أن يظهر النائب وهو يتكلم حتى لو كان يقول أى كلام، ولا مانع من تهديد مغلف لا يضر بالصحة، ومن الوارد أن يخرج النائب ليقول غدا عكس ما يقوله ويطرحه اليوم.
وكما قلنا فإن هذا النوع من التحالفات الجغرافية من شأنه أن يفتح الباب لتكتلات أخرى نسوية أو جهوية أو حتى عرقية ولا مانع من الطائفية والمذهبية، وكل هذا بالطبع لا يخدم التشريع ولا يتطرق للقضايا الرئيسة التى يعانى منها المجتمع وتعانى منها السياسة بشكل عام. ولم نر حتى هذه اللحظة نائبا درس أو فكر فى ملف التعليم أو استعان بخبراء لدراسة وضع الصحة، ليس من أجل الاستعراض ولكن من أجل الواقع، ولا يبدو كثيرون من النواب يدركون أهمية الدور المطلوب منهم كممثلين للشعب، لأنهم يتحدثون فى كل القضايا بينما ينسون التشريع والرقابة وباقى المهام المنسية، وبدلا من ذلك يبحثون عن الكاميرات بعيدا عن البرلمان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصدر مسؤول
التحالفات من بعد الأئتلافات اللى كان فيها أحزاب – هل نحن بحاجه لنائب أم شخصيه منقاده أم أراجوز!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ولم يتحدث أحد منهم عن الحد الأقصى للأجور الذي لا يطبق على مؤسسات وشركات عديدة