أخيراً اعترف وائل غنيم بخطايا ما بعد 25 يناير
بكاؤه على شاشات الفضائيات، كان له تأثير السحر فى نفوس مراهقى يناير ممن حرقوا البلاد، ووضعوا أيديهم فى أيدى جماعة الإخوان الإرهابية، وقاموا بالاستيلاء على السلطة فى 28 يناير 2011، بعد أن أحرقوا البلاد والعباد فى هذا اليوم، وعاشوا الوهم أنهم صنعوا ثورة، ومع صناعة الوهم ظهر وائل غنيم على الفضائيات، ليقدم وصلة من المزايدة على الجميع، وكأنه قائد أو مفجر ثورة، وللأسف سار أتباعه بعده على نفس النهج من الهجوم على كل الرموز، بما فيهم الجيش، وهو ما أدى إلى كراهية الأغلبية لأمثال وائل غنيم الذى عاد هذه الأيام ليعترف بخطايا ما بعد يناير، حيث رصد غنيم أبرز الوقائع التى اعتبرها أخطاء وقعت فيها التيارات السياسية المختلفة فى هذه الفترة الماضية، خاصة ما تلا يوم 11 فبراير 2011 يوم إعلان تنحى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، مشدداً على ضعف الخبرة السياسية، وفقدان الرؤية على حد قوله.
وقال غنيم فى منشور له عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك من الأخطاء المهمة التى وقعنا فيها فى السنين الأخيرة: «التعامل مع واقع مزيف، عدم قدرتنا على فهم الواقع زى ما هو من غير تهويل ولا تجاهل، بقينا عاملين زى اللى وقعت منه محفظة فى شارع ضلمة، فراح يدور عليها تحت عمود نور، ده كان بسبب إفراطنا فى التفاؤل أو حتى التشاؤم وعدم القدرة على التفريق بين الحقائق والأكاذيب، والأفورة، وضعف الخبرة السياسية، والمزعج إن البعض بيضحك على نظريات المؤامرة اللى بيقولها الطرف الآخر وبيعتبره ساذج وغبى، بينما هو برضه مصدق نظريات مؤامرة على نفس القدر من السذاجة والغباء».
واستمر الناشط السياسى فى سرد الأخطاء قائلاً: «فقدان الرؤية، محدش بعد 11 فبراير 2011 كان عنده رؤية أو تصور لشكل الدولة، كل تيار كان عنده تصور لدولة الـ«مش»، يعنى الإسلاميين عايزين دولة «مش» علمانية، والعلمانيين عايزين دولة «مش» دينية، والثوار على اختلاف توجهاتهم عايزين دولة «مش» ديكتاتورية عسكرية، طيب هل هنقدر نوصل لتصور يبقى فيه نموذج مقبول من الجميع؟ وهل فيه رؤية لإزاى ننتقل من الوضع الحالى للوضع المأمول؟ مكانش فيه إجابات وللأسف لسه برضه مفيش إجابات».
وأضاف « فقدان القيادة، والقائد هنا بالمعنى الحقيقى للقيادة، شخصية ذكية وقادرة على تنفيذ رؤية واضحة وقادرة على التعامل بحنكة سياسية مع كل المتغيرات اللى حواليها، وقادرة على صنع توافق يصنع دولة مستقرة يبقى فيها آليات واضعة للخلاف على التفاصيل، الحنجورية وادعاء الفهم.. المشى ورا اللى أعلى صوتا حتى لو كان معندوش أى تصور ولا رؤية، طالما بيزايد على أى حد بيحاول يوصل لحل، لأن الحل ده بيتطلب تنازلات من التيار اللى هو تابع ليه».
واستطرد غنيم الازدواجية: «تقييم الأخطاء أو القرارات بناء على مين اللى بيقررها مش بناء على تبعاتها ونتائجها.. الإقصاء: جزء كبير من الثورة على نظام مبارك كان بسبب إنه نظام انفرد بالسلطة، وافتكر إن رؤيته هى الوحيدة الصالحة لقيادة البلد.. بس من بعد الثورة والإقصاء ممارسة جماعية»، واختتم غنيم منشوره متسائلاً: «عن الوضع بعد مرور 5 سنوات على ثورة يناير قائلاً سؤال: «كام خطأ من الأخطاء دى اتصلح، أو فى طريقه إنه يتصلح بعد مرور خمس سنين على ثورة يناير؟».. وللحديث بقية.