مما لا شك فيه أن المتابع لنشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى خارجيًا ولمشاريعه داخليًا يتأكد أن شعبية الرئيس فى تزايد وليست فى نقصان خاصة بعدما استطاع أن يعيد مصر إلى مكانتها الطبيعية ودورها المحورى خارجيًا مرة أخرى، ورغم بعض علامات الاستفهام على بعض الأمور الداخلية إلا أن إجمالى تحركاته ومشاريعه القومية المتعددة التى بدأها بالفعل تبلور نجاحًا داخليًا فى أدائه أيضًا.
أما الحكومة فهى بعيدة كل البعد عن أداء الرئيس فكأن الرئيس يعمل فى السماء وهى تعمل فى الأرض، ومن وجهة نظرى إن الحكومة لم تكن على قدر المسئولية ولم تنجح فى تحقيق المطلوب منها خاصة أنها جاءت بعد حكومة رجل نشيط وهو المهندس إبراهيم محلب، ومشكلة مصر حاليًا هى أنها إما تجد رجلًا نشيطًا دون فكر سياسى لرئاسة وزارتها كما هو الحال فى تجربة "محلب" أو تجد رجلا ذا فكر اقتصادى متميز دون نشاط كما هو الحال فى تجربة الدكتور حازم الببلاوى، أما الآن فحكومة المهندس شريف إسماعيل بلا فكر سياسى وبلا نشاط.
أما المتابع لبداية البرلمان فيجد خلافات لا حصر لها مع بدء مارثوان مجلس النواب، فتارة تختلف الحكومة مع فكر اللواء خالد الصدر، أمين عام مجلس النواب، لتعزله من منصبه، ثم يأتى أعضاء مجلس النواب ليختلفون مع الحكومة على هذا القرار لتبدأ معركة برلمانية حكومية، ثم تهدأ قليلا لتبدأ معركة أخرى خاصة بالائتلافات والتحالفات حيث ائتلاف دعم الدولة المصرية واعتراض حزب المصريين الأحرار وعدد آخر من الأحزاب والمستقلين عليه ليبدأ البرلمان ساخنًا.
المشكلة فى معارك البرلمان أنها كلها معارك شكلية لا علاقة لها بالجوهر فكل الأحزاب والائتلافات ذهبت لخلاف على الاسم، لخلاف على الشكل، ولكن لم يخرج ائتلاف ليعلن عن أجندته التشريعية ولم يخرج حزب ليعلن رأيه وموقفه الذى سيتخذه تحت القبة من القوانين التى شرعت على مدار السنوات الماضية هذا الرأى يأتى رغم الحقيقة التى تؤكد صعوبة الحكم على البرلمان مبكرًا ولننتظر لنرى هل ستتغير تصرفات نوابه أم ماذا؟
الأزمة الآن باختصار أصبحت بين رئيس يعمل بنشاط وسط حكومة تعرقل مسيرته الناجحة فى ظل برلمان يبدأ مشتعلًا بالمشاكل والخلافات، وإذا أردنا لمصر أن تكون دولة قوية يجب علينا أن تسير على درب نشاط الرئيس كل من الحكومة والبرلمان، ومن وجهة نظرى الشخصية أدعو البرلمان إلى عدم الموافقة على بيان الحكومة الذى تقدمه برئاسة شريف إسماعيل حتى لو كان هناك تغيير ضمنى فى بعض الوزارات ومن الأفضل لمصر أن يكون لدينا حكومة جديدة بالكامل تجمع بين النشاط والفكر.