نظرة على عام 2015 سينمائيا تؤكد لنا أنه عام الخيبة السينمائى، لم يتغير شىء ولم نشهد طفرات حقيقية، ولا فيلما يطلق عليه فلتة إبداعية تحمله داخل رأسك وعواطفك وتتدعى مشاهد منه مثلا أو جملا حوارية، يبدو أن 2015 كان عاما ضنين على السينما المصرية تدور ماكينة الإنتاج - على أدها- لأن الصناعة يجب أن تستمر، محاولة هنا أو هناك لإنتاج فيلم متميز أو لنكن أكثر دقة فيلما يحمل بعض الملامح الإبداعية.
والمفارقة أن هذا العام والذى شهد استقرارا نسبيا فى الشارع المصرى إلا أن الإيرادات التى حققتها الأفلام المصرية تراجعت عن العام الماضى بأقل من 36 مليون جنيه، ليس ذلك فقط بل أصبح التفريط فى دور العرض أمرا شديد السهولة لا دولة تتحرك ولا منتج يرمش له جفن والحجة جاهزة طوال الوقت «الصناعة بتخسر والدولة ما بتعملش حاجة للسينما»، وهو الرد الذى صار «أكليشيه» من كثرة استهلاكه خصوصا وأن الدولة منذ أكثر من 30 عاما وهى لا تفعل شيئا حقيقيا للفن فى مصر وتقف طوال الوقت لتشهد انهياره، حكومات متعاقبة تمنح وعودا ولا تنفذ منها شيئا، وهو ما يكشف عن جهل وعدم تقدير أو إدارك من الدولة والحكومات المتتالية للدور الحقيقى للسينما.
وخير دليل على ذلك تصريحات المخرج الأمريكى وأحد أيقونات السينما فى العالم فرنسيس فورد كوبولا فى المؤتمر الصحفى له بمهرجان مراكش عن الفن وأهميته: قائلا: «من يريد إدارة العالم عليه أن يعرف إدارة الفنانين، عندما كنت صغيرا اعتقدت أن ذلك يكون بالعلماء، وعندما كبرت خرجت بفكرة أن من يريد أن يعرف من يدير العالم عليه أن يعرف من يدير الفنانين، الذى يدير العالم هو من يستخدم الفنانين، الآن هناك سينما تؤثر على الأشخاص بطريقة إيجابية، وأخرى لها تأثير سلبى، وحينما نتحدث عن لغة السينما، فهى جاءت من أناس كانوا يريدون طرح أفكارهم بطريقة مختلفة، حتى الجمهور كان لديه رأى فى تغير الصورة، كانت هناك جرأة من رواد السينما السابقة، وكانت اللغة تتغير بالتجربة، الآن السينمائيون يهمهم الربح أولا».
إننا فى لحظة تاريخية فى مجال السينما، وما يحمله كلام كوبولا من رسائل يؤكد على أن المسألة من طرفين وأن كل طرف عليه دور يجب أن يتخلى عنه بمعنى أن الدولة التى ترغب فى تغيير مستقبلها عليها أن تعرف كيف تدير المؤسسات الفنية وتدعم الفنانين وأن الفنان نفسه يجب أن يكون لديه تجربة تحمل أفكارا بدلا من التركيز فقط على الربح وتكديس الأموال.. وهو ما يشهده وضع السينما فى مصر دولة لا تبالى ولا تهتم وصناع سينما يردودون «ماهى كدا كدا خربانة يبقى نكسب فلوس»، واذا كنا نرغب فى تغيير واقعنا علينا أن توقف ونستوعب درس كوبولا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة