عن مثل هذه المشروعات يجب أن نكتب
هنا فى ميناء شرق بورسعيد، يتم بناء المستقبل، بسواعد مصرية وتصميم مصرى على اجتياز التحدى الكبير بتحويل قناة السويس من مجرد ممر مائى يدر دخلا بسيطا عبارة عن رسوم عبور السفن، إلى ممر لوجيستى ضخم ومتكامل يقدم خدمات الصيانة والإصلاح والإمداد بالوقود إلى حركة السفن، وممر تجارى وصناعى لاستقبال وتصنيع المواد الخام وإعادة تصديرها مرة أخرى، الأمر الذى يعود على البلد بعشرات المليارات من الدولارات سنويا، على غرار سنغافورة ودبى وهونج كونج.
السواعد البناءة مصرية مائة بالمائة، تشيد المستقبل الواعد شرق بورسعيد، وهى تتطلع إلى غد قريب بإذن الله، تتضاعف معه محطات الميناء، وتكتمل مناطقه الصناعية والتجارية والزراعية المساعدة، فبعد المرحلة الأولى على مساحة 35 كيلومترا مربعا، يجرى العمل الآن على زيادة مساحة الميناء ومنطقته الصناعية إلى 105 كيلومترات مربعة بطول أرصفة يقارب 50 كيلومترا ويضم 44 محطة متنوعة لتجارة الترانزيت وتموين وإصلاح السفن.
الميناء المحورى الذى يقع عند ملتقى قارات ثلاث، يحتل موقعا فريدا وجاذبا لحركة التجارة بين الشرق والغرب، ومن المقرر أن يشتمل أيضا على منطقة صناعية بمساحة 87 كيلومترا مربعا ومنطقة سياحية بمساحة 5 كيلومترات مربعة ومنطقة زراعية بمساحة 50 ألف فدان ومنطقة إدارية بمساحة 5 كيلومترات مربعة، فضلا عن الأحواض العملاقة للاستزراع السمكى.
وتتكامل معه قناة السويس الجديدة التى تسمح بمرور السفن العملاقة بغاطس أكبر من 22 مترا، الأمر الذى يعنى زيادة كبيرة فى عدد سفن الحاويات المقرر عبورها قناة السويس لغرض المرور أو التجارة أو الدعم اللوجيستى.
كم تحتاج السواعد التى تسابق الزمن للانتهاء من المخطط العام للمشروع، لأن يعرف ويفخر المصريون بما تعمل وتنجز، وأن يلتفوا حولها وينتظروا اليوم الذى تنتهى فيه من التشييد والبناء ليحصد البلد نتيجة الجهد والعرق، وأن يردد العالم أجمع شعار «شرق بورسعيد» كما تتردد الآن أسماء الموانئ الكبرى فى العالم، وحتى يتحقق الحلم الوطنى بأن نكون فعلا ضمن الدول الأساسية فى حركة التجارة العالمية.
وكم تحتاج السواعد العاملة فى خدمة الحلم الوطنى، أن تدعمها النوافذ الإعلامية وأصحاب الأقلام والميكروفونات، لأن الجهد الخارق المبذول الذى يستهدف تجهيز الميناء بصورته المتكاملة ومناطقه الصناعية وأرصفته البحرية وخدماته اللوجيستية، أكبر بكثير وأهم بمراحل من حزمة القضايا الخلافية وموضوعات الإثارة الرائجة فى وسائل الإعلام عمال على بطال بسبب وبدون سبب، والتى تحرف القارئ والمشاهد عن قضايا بلده وتجعله يائسا من التقدم والإصلاح، بينما يعمل أبناء البلد المخلصون على إنجاز المشروعات العملاقة فى دأب وصمت.
هذه السواعد المكافحة العاملة، تنادى الباحثين عن فرصة عمل جادة، وتجذب كل شاب طموح لأن يبنى مستقبله بعرقه وجهده، هنا ميدان العمل الحقيقى والفرص الواعدة.
هنا لا مزايدات ولا أشغال وهمية ولا شعارات جوفاء، من لديه أى مهارة أو حرفة يجد مجالا للعمل والترقى وتحقيق الذات، وفى الوقت نفسه يخدم بلده ويسهم فى تحقيق الحلم الغالى بالتقدم والازدهار.
المجد لهذه السواعد العاملة التى تشق الصخور وتصنع المستقبل، المجد للعاملين والكادحين لتحقيق المشروعات الوطنية الغالية.. وتحيا مصر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة