وائل السمرى

مصر التى فى خاطره

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف يرى وزير التخطيط مصر؟
لا أبالغ إذا قلت إن «التخطيط» هو الفارق الوحيد بين الدولة واللادولة، فإذا كان لديك خطة ورؤية وإرادة وأدوات تنفيذية فعالة فباستطاعتك أن تبنى دولة متماسكة وأن تحافظ عليها من العشوائية والتدمير، وإذا لم يكن لديك هذه العناصر فلن تستطيع الوصول إلى مفهوم الدولة الراسخ، وإنما ستظفر ببعض مجتمعات متناثرة ومتنافرة ومتناحرة، ولهذا فإنى أولى لحوارات وتصريحات الدكتور أشرف العربى، وزير التخطيط، عناية خاصة، لأنه الرجل المسؤول عن مستقبل مصر فى حكومة شريف إسماعيل، وهو المسؤول أيضا عن انتشال مصر من كبوتها إن أجاد أو إغراقها فى كبوات مضاعفة إن أخطأ.

آخر تصريحات «العربى» التى جذبت انتباهى هى ما قاله عن مشروع المليون ونصف مليون فدان، الذى أكد أنه سيغير شكل خارطة القطر المصرى وأنه بصفته وزيرا للتخطيط والإصلاح الإدارى يرى أن أهم التحديات فى الفترة المقبلة هى زيادة الناتج المحلى وتوفير فرص العمل، وأنه أعد ورقة عمل سيقدمها إلى البرلمان المقبل حول مشروع المليون ونصف المليون فدان وما سيحدثه من تغيير فى إعادة توزيع السكان وإعادة تشكيل الخارطة السكانية.

نعم مصر تحتاج إلى بناء مجتمعات جديدة، وتحتاج إلى إعادة توزيع السكان وإعادة تشكيل الخارطة السكانية، لكن ما لم يذكره وزير التخطيط وهو الأهم من وجهة نظرى هو كيفية بناء هذه المجتمعات الجديدة، وكيفية حمايتها من «التعشوء» أى من أن تصبح مجتمعات عشوائية، فبحسب كلمات العربى فإن هذه المجتمعات ستصبح مجتمعات زراعية فى الأساس، فهل وضع الوزير فى حسبانه أن تركيبة المجتمع الزراعى تختلف عن تركيبة المجتمع المدينى؟ وهل وضع الوزير فى حسبانه أن هذه المجتمعات لابد أن تكون قابلة للبقاء على حالها «الزراعى» دون تغيير لكى لا تتحول بمرور الأيام إلى مجتمع عشوائى كما تحولت مجتمعاتنا الزراعية الآن التى تآكلت فيها الرقعة الزراعية وأصبحت لا تصلح للزرع ولا حتى للسكنى؟ وهل وضع الوزير فى حسبانه آلية تضمن امتداد هذه المجتمعات واستيعاب الزيادة السكانية التى ستطرأ عليها؟ وهل وضع الوزير فى حسبانه أيضا استيعاب البنية التحتية لهذه المجتمعات وربطها بالطرق الأساسية أو شق طرق جديدة لها تستوعب إنتاج مجتمع زراعى على الطريقة الحديثة؟ وهل وضع خطة أيضا لإنشاء مجتمع صناعى قائم على تصنيع المواد الزراعية بالشكل الذى يقلص نفقات النقل وهادر الخامات؟ والأهم من كل هذا هل وضع الوزير فى حسبانه كيفية العمل على بناء الإنسان ووجدانه فى هذه المجتمعات الجديدة بالشكل الذى يجعل سكان هذه المناطق الجديدة على درجة كبيرة من الوعى والانتماء والرقى؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة