أعراض القلق النفسي العصبية والتوتر
ما هو القلق النفسى
أما كل ما زاد عن حدة، انقلب إلى ضده بالطبع، وهذا ما يبرزه تفصيلا خلال هذا الموضوع الدكتور محمد رمضان، الأخصائى النفسى، الذى يوضح الفرق بين القلق الطبيعى، والقلق النفسى المرضى، وكل ما يمكن أن يتعلق به، فى البداية يوضح أن القلق النفسى اضطراب حقيقى حيث يتحول القلق الطبيعى تدريجيا إلى درجات ومراحل متطورة للغاية، يحاول خلالها الشخص السيطرة على شعوره بالقلق المصحوب بالخوف والرعب، وحالة من الاهتزاز الشديد دون جدوى، وهو ما يطلق عليه فعليا القلق النفسى.
أعراض القلق النفسى النفسية والعضوية
القلق النفسى له الكثير والكثير من الأعراض المرضية الظاهرة، عضوية ونفسية، لأن هذا الاضطراب ما إن طال الجسم يغير من طبيعة الشخص إلى إنسان مهتز للغاية لا يمكنه السطرة على انفعالاته ومشاعره، ولا ردود أفعاله النابعة عن شعوره بالخوف والرعب الشديد، ومن أهم الأعراض النفسية للقلق النفسى شعور المريض بحالة من الهلع العارم، الرعب غير المبرر، التوتر الشديد، الخوف من المجهول، عدم الاتزان فى الحديث، العصبية المفرطة، وردود الفعل المبالغ فيها تجاه كل المواقف، وضعف قدرة المريض على الصبر.القلق النفسي الطبيعي يختلف عن المرضي
أما الأعراض العضوية للقلق النفسى يوضحها الدكتور محمد، كالاضطراب فى حركة الجسم الطبيعية نتيجة القلق والتوتر، وألم الرأس والصداع، والشعور بالدوار والهزلان، والضعف العام، وذبول الوجه، والإعياء، والأرق المستمر واضطرابات النوم المختلفة، وضعف الفهم والقدرة على التركيز والاستيعاب، والارتباك الشديد، واضطرابات التنفس المختلفة، والشعور بآلام ببعض مناطق الجسم أو البطن، والرغبة فى الإخراج ويمكن الإصابة بالإسهال، وألم بالمعدة، وإفراز الكثير من العرق، كلها أعراض عضوية للقلق النفسى.
أسباب الإصابة بالقلق النفسى
أما عن أسباب القلق النفسى المتنوعة فيوضحها الدكتور محمد، مؤكدا على أنه لا يمكن أبدا الجزم فى حالات القلق النفسى بالسبب الحقيقى الواحد الذى تسبب فى إصابة صاحبه بهذه النوبات التى يعانى خلالها هلع وتوتر عارم لا يمكن السيطرة عليه، ولكن يمكن للكثير من الأسباب والعوامل مجتمعة أن تصبح سببا متكاملا وراء إصابة شخص بالقلق النفسى دون غيره من الأشخاص، ولعل الأسباب الوراثية ليست أساسًا للإصابة بالقلق النفسى من جيل إلى آخر، ولكن تظل لها يد بسيطة فى الأمر حسب تأكيد بعض التجارب والأبحاث. عوامل وأسباب القلق النفسي تبدأ منذ الطفولة القاسية
وأوضح أخصائى النفسية أن الكثير من المسببات تكون ناتجة عن ظروف اجتماعية بحتة، أثرت سلبا على درجة ثقة الإنسان بنفسه، وقدرته على التحكم فى أعصابه وانفعالاته، فعلى سيبل المثال التربية فى جو أسرى متزن قد تقلل من نسب الإصابة بالقلق النفسى، فى حين التنشئة غير الصحية للطفل منذ الصغر فى جو يعانى التشتت الأسرى أو القسوة المفرطة، أو حالات الاغتصاب والعنف الأسرى الشديد، أو حالات الظلم الاجتماعى والتفرقة بين الأبناء، وغيرها من العوامل تؤثر سلبا على الأطفال وتزيد فرص إصابتهم بالقلق النفسى.
وتابع الدكتور محمد حديثه معددا العوامل التى قد تزيد فرص الإصابة بالقلق النفسى، موضحا أن بعض من يعانون مشكلات اجتماعية أو مادية أو عملية تزيد عليهم الضغوط النفسية، كالتعرض لمشكلات بالعمل أو ضغوط منفسية مضاعفة بسبب الظروف الاقتصادية كلها سبب فى الشعور بالقلق النفسى حيال المستقبل والخوف من المجهول بشكل مرضى، كذلك بعض الذين يعانون أمراضا مزمنة أو خطيرة تهدد حياتهم قد يصبحون عرضة للإصابة بالقلق النفسى، نتيجة خوفهم من المرض أو اكتئابهم، أو شعورهم بالرغبة فى مستقبل صحى رغد.
علاج القلق النفسي
كيف تكتشف إصابتك بالقلق النفسى
إصابتك بالقلق النفسى يسهل ملاحظتها، وعلى الأقل يصبح المحيطون بك على دراية أنك تعانى مشكلة ما تفوق العصبية والتوتر الطبيعى، ولذا يوضح الدكتور محمد أهمية أن يبدأ الإنسان بنفسه، ويلجأ لمختص نفسى فى الحال، فى حال لاحظ إصابته بنوبات من العصبية المصحوبة بالهلع شرط (التكرار)، فتكرار الشعور بالعصبية والتوتر بشكل شبه يومى لمدة تصل إلى أشهر متتالية، تزيد خلالها حدة الأعراض، على سبيل المثال يعانى فى البداية الشخص من نوبات من العصبية الشديدة المصحوبة بالتوتر غير المبرر ولأسباب تافهة، كالخوف من مستقبله فى عمله بشدة وبشكل غير مبرر، أو الخوف على أولاده من الأمراض حد الوسوسة، فيعانى نوبة متكررة تدريجيا من الانفعالات والصداع وبعدها يشعر بالدوخة وصعوبة التنفس ويلاحظ من حوله إن لم يلحظ بنفسه مقدار ردود أفعاله المفرطة والجنونية، حينها عليه الشك بإصابته بالقلق النفسى أو على الأقل اضطراب نفسى للقلق، وحينها يقدم الطبيب المساعدة للمريض فى حال تأكده من التاريخ المرضى للمريض، بسؤاله عن الأعراض التى تصيبه وكذلك سؤال المحيطين به، عن أوقات توتره، وأسبابها، ومدى تكرار النوبات، وإذا تكررت بكثرة فى أوقات متقاربة هنا يمكن تشخيص المريض بالإصابة. نصائح لعلاج القلق النفسي أهما الشعائر الدينية
تطورات مضاعفات مرضية للقلق النفسى
الكثير من النتائج الخطيرة والمضاعفات غير المحمودة قد تهدد المريض بالقلق النفسى والرافض للعلاج، أو المهمل له بإرادته، أو العنيد، أو الشخص الذى ينكر مشكلته عمدا، أو حتى ذلك المريض الذى يجهل إصابته بالقلق النفسى، وفى هذا السياق بالخصوص يحدثنا الدكتور محمد عادل، الأخصائى النفسى، عن أبرز المضاعفات والآثار السلبية المتوقعة لإهمال علاج القلق النفسى فى وقته المناسب، ومن أهمها، الإصابة بنوبات متكررة تفسد العلاقات الاجتماعية والتواصلية للمريض، وتهدده بالعزلة والوحدة والاكتئاب، تهدد علاقاته العاطفية مع شريك حياته الذي لا يمكنه تحمل تلك النوبات وتكرارها على سبيل المثال، كذلك تهدد علاقته بأبنائه وأهله، وقد يصبح أطفاله عرضة للإصابة بالقلق بدرجاته، وقد يتجه إلى الإسراف فى تعاطى الحبوب المنومة، والمهدئة، والمسكنات والتى لها أضرار جسدية ونفسية كثيرة، والقلق المفرط أو العام يسبب مشكلات تتعلق بالحالة الجسدية للمريض لها أبعاد نفسية منها ألم الأسنان والضروس للضغط عليها في كثير من الحالات، وألم الدماغ الدائم، والإعياء الدائم والغثيان أو ألم الأمعاء، وكذلك الشعور بالأرق المزمن والاضطرابات أثناء النوم غير المحببة.علاج القلق النفسى
أما عن علاج القلق النفسى، فيحتاج لمساعدة ومدد طبى ونفسى لا شك، وحسب كل حالة يمكن للأطباء أن يحددوا العلاج المناسب للمريض، ولكن وحسب توضيح الأخصائى النفسى فالقلق النفسى يحتاج للصبر والعلاج المتأنى، والدعم الأسرى والنفسى من المحيطين بالمريض، بمعنى أن يكون المريض محاطا بالرعاية التامة وأن يتحملوا نوبات غضبه وقلقه العارمة، إضافة إلى إقناعه باللجوء للمساعدة الطبية النفسية من قبل المختصين، كذلك يمكنهم تدعيمه بالتحدث معه بشكل هادئ ومتعقل خاصة من المقربين منه، عن حالته وتطوراتها، ومساعدته بشتى الطرق والتواجد حوله، فالعزلة قد تسيئ من حالته، وينسقون بالطبع مع المختصين المتابعين لحالته، والذين قد يصفوا بعض الأدوية حسب كل حالة كمضادات الاكتئاب والقلق، مع عمل جلسات علاج نفسى للمريض ويكتسب ثقة الطبيب والعكس.نصائح كى تتغلب على القلق النفسى
اهتم بممارسة شعائرك الدينى وصلاتك التى تشعرك بالصفاء النفسىتوقف عن التفكير بالماضى وزد معدلات تركيزك على المستقبل المشرق
ابتعد عن السلبيين والمتشائمين والمحبطين
اهتم بممارسة تمارين النفس والاسترخاء واهتم بالاختلاء بنفسك خلال اليوم للتأمل والشعور بالصفاء الذهنى
طعامك الصحى يساعدك على تحسين حالتك النفسية
لا تضع نفسك فى مواقف وعلاقات موترة.. تخلص من سبب التوتر