أحمد إبراهيم الشريف

اليوم العالمى للغة العربية

الجمعة، 18 ديسمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انصروها ينصركم الله
اللغة العربية حالها مثل حال الناطقين بها، تسمع أشياء وترى عكسها، فعندما تعرف أن ترتيبها الرابع فى اللغات الأكثر انتشارا، سيصيبك فرح شديد، خاصة أن العالم يحتوى 7102 لغة، وقد أكدت ذلك دراسة وضعها أستاذ علم اللغات فى جامعة دوسلدورف، أولريخ آمون، التى استغرقت منه 15 عاماً، لكن عندما ترى زحف اللغات الأخرى واللهجات المحلية على (لغة الضاد) فيما يشبه الحرب، سيصيبك الكرب العظيم.

نقول هذا الكلام بمناسبة احتفال اليونسكو باليوم العالمى للغة العربية، الذى أشارت فيه المنظمة إلى أن العلم يمثل ركنا من أركان الثقافة العربية مند البداية، وتكلمت عن الشغف بالعلم الذى كان جلياً فى النصوص العربية القديمة، وأضافت أن اللغة العربية سادت كلغة علمية دولية منذ العصور الوسطى.

والسؤال: ما الذى سيتبقى لنا إن فقدنا هويتنا اللغوية، وأصبحنا «نرطن» فى الشرق والغرب، ونفتح الباب على مصراعيه للاستعمار اللغوى؟ والإجابة لن يظل لدينا شىء، لذا علينا أن ننتبه، ونضرب مثلا بالخطر الذى يهدد اللغة العربية بما يحدث لها فى أفريقيا، فمن قبل ذكر ابن خلدون، أن اللغة العربية دخلت إلى أفريقيا قبل 5 آلاف سنة، عبر المداخل الجنوبية والشمالية لساحل البحر الأحمر، التى كانت تسمى بلاد الحبشة، ثم جاء الإسلام وانتشرت اللغة بشكل كبير، لكن حال الدول العربية الآن يدعو للتأمل، فرغم كون الصومال وإريتريا دولتين عربيتين، فإننا نجد اللغة الصومالية هى اللغة الرسمية للبلاد، أما جيبوتى التى استقلت عام 1977، وانضمّت إلى جامعة الدول العربية، وقرّرت جعل اللغة العربية من اللغات الرسمية فى البلد، غير أن هناك عوائق وقفت أمام حركة التعريب فى جيبوتى، ويتحدث الشعب الإرتيرى تسع لغات، تتوزّع على تسع قوميات، منتشرة فى طول البلاد وعرضها وموريتانيا بلد المليون شاعر، التى تعد اللغة العربية لغتها الرسمية، حسب الدستور الموريتانى، فإن اللغة الفرنسية هى اللغة السائدة فى الدوائر الحكومية.

فى الجزائر «العربية» هى اللغة الرسمية منذ دستور 1963، بالإضافة إلى اعتبار اللغة الأمازيغية لغة قومية منذ التعديل الدستورى 2002، فالعربية والأمازيغية ينطقها حوالى %99 من الجزائريين، حيث يتحدث %72 منهم بالعربية بينما %27 بالأمازيغية، أما اللغة الفرنسية فهى تُستخدم فى المجالات الثقافية والإعلام والتعليم فى الجامعات.

وفى تونس، ووفقا لدراسة أجراها (موحا الناجى) مؤلف كتاب (تعدد اللغات، الهوية الثقافية، التربية والتعليم فى المغرب)، «يوجد اتفاق عام على أن اللغة العربية الفصحى، واللهجة العربية المغربية واللغة الأمازيغية هى اللغات القومية، ويوجد من 15 إلى 18 مليون متحدث بالأمازيغية فى المغرب، أى ما يوازى من 50 إلى %65 من تعداد السكان، وتعد الفرنسية هى اللغة الثالثة غير الرسمية للمغرب، وتمثل اللغة الأساسية للتجارة والاقتصاد المغربى، كما تستخدم على نطاق واسع فى التعليم والحكومة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة