يوسف أيوب

هل قطر دولة تحميها القواعد العسكرية الأجنبية؟

الجمعة، 18 ديسمبر 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل قطر دولة تحميها القواعد العسكرية الأجنبية؟.. أمس الأول الأربعاء أعلن السفير التركى لدى العاصمة القطرية، الدوحة، أحمد ديميروك، لوكالة «رويترز»، أن بلاده ستنشئ قاعدة عسكرية فى قطر، ضمن إطار اتفاقية دفاعية تهدف إلى مساعدة البلدين على مواجهة «الأعداء المشتركين».

ديميروك قال أيضاً فى الحوار، إن ثلاثة آلاف جندى من القوات البرية التركية سيتمركزون فى القاعدة لتصبح أول منشأة عسكرية تركية فى الشرق الأوسط، إضافة إلى تمركز وحدات جوية وبحرية ومدربين عسكريين وقوات عمليات خاصة، مشيراً إلى أن 100 جندى تركى يتمركزون حاليا فى قطر لتدريب الجيش القطرى.

ما قاله السفير التركى يكشف عن العقلية التى تحكم قطر، فهو يفكر فى اتجاهين، الأول البحث عن وسائل حماية أجنبية تدافع عنه حال تعرضه لأية تهديدات إقليمية، وفى تفكيره بالطبع السعودية رغم أن الرياض تحاول منذ فترة احتواء قطر.

والاتجاه الثانى هو العبث بالأمن القومى العربى والإقليمى، بأن يكونوا الجسر الذى تعبر من خلاله قوى إقليمية إلى الدول العربية، وأذكر هنا بالتحديد تركيا التى لا يكاد يجمعها علاقة قوية بدولة فى المنقطة سوى قطر، لذلك وقفت الدوحة قبل شهرين أو ثلاثة ضد الجامعة العربية، حينما حاولت التحذير من خطورة التواجد التركى فى العراق، فوقفت قطر مع تركيا ضد العراق وبقية الدول العربية، لتثبت الدوحة أنها لا تزال تلعب بالنار فى المنطقة، فلم تعد قاصرة على سياسة الجمع بين المتناقضات، حينما تقيم علاقة مع إيران والولايات المتحدة، أو بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وتحديداً حماس والجهاد الإسلامى.. تلعب قطر هذه السياسة، لأنها تريد أن تخلق كيانات تحميها من أوهام لا تعيش إلا فى أذهان من يحكمون الإمارة الخليجية.

كم قاعدة عسكرية تستضيفها الدوحة؟.. رسمياً تستضيف الدوجة قاعدة العديد الجوية، وهى قاعدة جوية عسكرية تقع فى غرب الدوحة، وتعرف أيضًا باسم مطار أبو نخلة، ووفقاً للمكتوب عنها فى الإنترنت ومواقع إخبارية منها مواقع قطرية، فهى قاعدة أمريكية توجد بها العديد من متعلقات قوات التحالف وموجودات عسكرية أخرى، وهى تستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية، كما أنها مقر لمجموعة No. 83 Group RAF التابعة لسلاح الجو الملكى البريطانى، كما أنها مقر مجموعة 379th Air Expeditionary Wing التابعة للقوات الجوية الأمريكية، وتعتبر هذه القاعدة أيضًا مقرًا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التى تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية، إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكرى وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، وتشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات فى العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من 100 طائرة على الأرض، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن استراتيجى للأسلحة الأمريكية فى المنطقة.

القاعدة الثانية التى تستضيفها قطر هى قاعدة السيلية العسكرية وقاعدة عسكرية أمريكية تقع قرب الدوحة، وتستخدمها القيادة المركزية الأمريكية كمقر لإمداد وتهيئة المعدات العسكرية واللوجيستية اللازمة للاستخدام فى العراق وأفغانستان.

وسينضم للقاعدتين القاعدة العسكرية التركية التى لم يعرف حتى الآن حجمها ولا نطاق عملها، لكن يبدو أن الأتراك أرادوا أن تكون نقطة ارتكاز لمهم بالمنطقة بعد رفض بغداد التواجد العسكرى التركى على الأراضى العراقية، حتى وإن كان تحت مسمى تقديم التدريب والعون للقوات التركية، فلجأت تركيا إلى حليفتها الاستراتيجية قطر لتكون مقراً بديلاً للقاعدة التركية.

ما خطورة القواعد العسكرية التى تستضيفها الدوحة؟.. قطر ليست الإمارة الخليجية الوحيدة التى تستضيف قواعد عسكرية أجنبية وتحديداً أمريكية، لكن قطر تختلف عن الباقين فى أنها تحتمى فى هذه القواعد، وتعتبرها حامى ظهر نظام الحكم فى قطر، وصمام الأمان لهم ولاستمرارهم فى الحكم، لذلك فإنهم يستخدمون هذه القواعد فى سياستهم القذرة بالمنطقة، بشكل أدى إلى تحول قطر إلى الدولة المشاكسة أو المشاغبة التى تقدم الدعم لكل الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية فى الدول العربية، فهى تستند للتواجد العسكرى الأمريكى على أراضيها لحماية قراراتها وتوجهاتها، بما يؤثر سلباً على الأمن القومى العربى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة