عادل السنهورى

بلطجة الألتراس.. وبرافو الأمن

السبت، 19 ديسمبر 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بصراحة إذا كانت قضية التشجيع وحب النادى ستتحول إلى بلطجة وفوضى وخروج عن القانون وتحدى سلطة الدولة، فأنا أتفق تماما مع كل من يطالب بعدم حضور الجماهير للمباريات، واعتبار كل روابط الألتراس غير قانونية والتعامل معها على أنها جماعات إرهابية.

القضية تجاوزت المقبول والمعقول.. والصمت والتواطؤ أحيانا مع هؤلاء المشاغبين هو الذى شجعهم على التمادى فى البلطجة حتى بلغ الأمر ما شاهدناه، أمس الأول، أمام فندق إقامة لاعبى الأهلى قبل مباراة سموحة فى الدورى العام، عندما قام من يدعون أنهم جماهير الأهلى بحصار حافلة اللاعبين ومنعهم من المغادرة إلى ملعب المباراة لمدة ما يقرب من 4 ساعات احتجاجا على عدم حضورهم المباراة، بعد أن أصبحوا فوق القانون والإحساس بأنه لن يقف فى طريقم أحد مهما كان وفرض إرادتهم فوق الجميع بالبلطجة والفوضى.
وأظن أنه إذا كان هناك بقية من تعاطف البعض مع جمهور الألتراس، فقد انتهى وتلاشى هذا التعاطف مع مشهد الحصار، فردود الفعل الشعبية الغاضبة على هذه الأفعال الإرهابية تؤكد أن هؤلاء أصبحوا فى عزلة من الناس وأن التصدى لهم بحسم وقوة بات مطلبا جماهيريا حتى تعود الحياه الطبيعية إلى مدرجات الملاعب وتعود الجماهير العادية التى كانت تداوم على الذهاب للمباريات للتشجيع والفرجة والمتعة وليس للإرهاب والفوضى والبلطجة والجنون.

هذه الظاهرة التى استطاعت دول عديدة القضاء عليها بقوة القانون وبالعقوبات المشددة، خرجت عن المألوف فى مصر ومنذ ظهورها فى عام 2007 وأحداث الشغب والعنف والتعصب الرياضى الأعمى لم تغادر ملاعبنا، وزادت الأمور تعقيدا بإقحام هؤلاء الشباب الصغار فى السياسة واستغلال بعض الجماعات، وخاصة جماعة الإخوان لهم ودعمهم وتمويلهم، داخل مصر وخارجها مثلما حدث فى مباراة الزمالك فى تونس فى كأس الاتحاد الأفريقى.

لكن ما حدث أمام فندق إقامة لاعبى الأهلى يستدعى الانتباه والحذر، فهى ليست المرة الأولى التى يلعب فيها الأهلى بدون جمهور، فلماذا هذا التوقيت للاحتشاد بهذا العدد؟ هل كان الهدف أكبر من مجرد حضور مباراة لافتعال أزمة والتشابك مع الأمن ووقوع ضحايا تم إعدادهم لتسخين الأجواء وتهييج الرأى العام الداخلى والخارجى قبل ذكرى 25 يناير؟
هناك معلومات تؤكد ذلك، وأن الأمن تعامل مع الحدث باحترافية عالية، وكانت المهمة تأمين وصول اللاعبين والجهاز الفنى إلى الملعب وإقامة المباراة مهما كانت الظروف، وضبط النفس وعدم الاحتكاك بالمشاغبين وتحقيق ما يسعون إليه بسقوط الضحايا وإراقة الدماء لتوظيف المشهد عالميا وداخليا لحشد الناس والمتعاطفين معهم قبل يناير.

هذا هو السيناريو الجاهز لموقعة حصار لاعبى الأهلى، مساء الخميس، ونجح الأمن فى تفويت الفرصة ونال هؤلاء لعنات الناس أمام شاشات التليفزيون، حتى إن الصديق المخرج والسيناريست المعروف الدكتور محمد العدل الأهلاوى الوحيد فى عائلة العدل والمتعصب الكبير لأهلاويته اعتذر عن تعاطفه مع هؤلاء بعد أن ظل مدافعا عنهم طوال الوقت.

وأعتقد أنهم سيعاودون المحاولة من جديد للصدام مع الأمن لإراقة الدماء ومن يحرضهم ويدعمهم معروف للوسط الرياضى ولأجهزة الأمن.

الألتراس استنفد سبل التفاهم والحل ولا علاج لهم حتى لا يخرج بعض الفلاسفة بحلول رفضها « كابوهات» الألتراس وزعمائهم.

وحتى نجد الحلول الاستراتيجية سياسيا واجتماعيا وثقافيا، فالحل العاجل والفورى لفرض هيبة الدولة هو تطبيق القانون بحسم واحترام أحكام القضاء دون إراقة دماء، بحظر روابط الألتراس، بعد ثبوت تورطهم فى أعمال عنف منها حرق مقر اتحاد الكرة بالجبلاية، وحرق واقتحام نادى ضباط الشرطة بمنطقة الزمالك، واقتحام نادى الزمالك ومحاولة الاعتداء على رئيسه.

ورقة التوت الأخيرة للألتراس سقطت تحت عجلات حافلة نقل لاعبى الأهلى إلى ملعب بتروسبورت واستنفدوا محاولات البلطجة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة