لم يكن هناك سبب منطقى لحالة الحصار التى فرضتها مجموعات الألتراس مساء الخميس على فريق الأهلى، حين كان فى طريقه للملعب.. خاصة أن التجمع بدأ كالعادة للوداع التشجيعى المعتاد الذى ينتهى غالباً بصيحة الكورة للجماهير، ومع هذا تطور الأمر، إلى محاولات منع الفريق وما يشكله المنع من توتر للفريق، وبالطبع لا يمكن استبعاد وضع الفريق تحت ضغط نال منه فى المباراة إنما الهزيمة، ليست هى المراد للأحداث. يبدو أن أزمة الألتراس مازالت تحت الاستغلال، حتى لو استبعدنا ما أكده الأمن من وجود وجوه غريبة فى منطقة حصار الأهلى.
لابد من مواجهة الأمر.. ليس بحزم، ولا بنداءات، ولا حتى بحوار؟!
المواجهة، لابد أن يكون خط البداية الأول لها هو اعتراف كل من أسهم فى ظهورها على الساحة.. بمعنى تحضير العفريت وصرفه.. مثلما تقول نواميسنا الشعبية!
الاعتراف الذى هو سيد الأدلة، يعنى أن حضرات الأفاضل المساهمين فى تبرئة كامل الألتراس من ناحية الذين يرون أنه فصيل مجرم بالكامل من ناحية أخرى.. سيتفقون أنها مرحلة الانتهاء من هكذا ظاهرة، تعد الآن لعنة على الرياضة والكرة المصرية، وقد تهدد من الأساس فكرة أن يلعب الأهلى والزمالك مبارياتهما فى مصر ببطولة أفريقيا لا بجماهير، ولا بدون؟!
السؤال الآن هل يرضى شباب يقولون إنهم يحبون النادى والبلد، حتى لو كرهوا النظام بأن يتم عزل مصر كروياً؟!
هل بيننا من يمتلك حالة الكراهية للبلد لهذا الحد؟!
إنها ليست نظرية المؤامرة.. ولكن يا شباب.. ألم تلاحظوا أن تحولاً فى التكتيك حدث من وداع تشجيعى إلى محاولة حصار الفريق، وبالتالى استدعاء الأمن، وبالتالت.. يمكن أن يصبح هناك صدام يحدث خلال ما يحدث.. ولكن؟!
• يا سادة.. أليس بينكم ألتراس رشيد يرى أنه عشية إصدار الكاف الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، قراراً بأن تلعب المباريات الأفريقية للأندية والمنتخبات بجماهير، وهو ما يعنى أن عدم الالتزام باللعب بجماهير يعنى فوراً، نقل المباريات خارج مصر، الخالية من الأمن، ومدرجاتها خالية هى الأخرى من الجماهير؟!
أظنها ملاحظة جديرة بتحريك مؤشر البحث سريعاً جداً؟!
• يا سادة.. يا جماهير.. وبينكم أهل للألتراس ألا تتحدثون معهم عن حجم الاندساس الذى يشاهد فى رفض مفاجئ للحوار الهادى يتبعه وفوراً توجيه سباب ولو كروى، ثم إشعال شماريخ وفين أمام فندق، ومع مين مع فريق الأهلى.. مش كده؟!
أكدنا لهم كثيراً، أنهم فتية آمنوا بالتشجيع بهذه الطريقة، إنما لماذا.. لا يضعون حداً لهذه المهزلة، وأن يراقبوا بأنفسهم الداخل «الألتراساوى». وسيجدون العجب؟!
• يا سادة يا جماهير فعلاً الأمر خطير، محدش آخد باله إن كل النداءات تتجه نحو الأشخاص، والنداء الوحيد للكيان يذهب فى اتجاه «الموت» معه، أو من أجله ليست هذه هى المشكلة؟!
أيضاً لن نراجع مناهج الألتراس من أول وجديد، لفتح باب الاجتهاد، فأعراف الجماعة تؤكد دائماً أنها لا تخضع لمعايير الدولة؟!
أما الاتهامات، وقبل توجيهها لمن يحاول فتح زاوية الرؤية عند الشباب فهى لم تعد تهما.. فالدولة قد تكون مصر، أو غيرها من العالم الثالث وبالتالى حالة احتقان من الداخل؟!
لكن ماذا ستقولون عندما يصبح الأمر مرتبطا أيضاً بنفس «الجماعة» الألتراسية فى أوروبا، حيث المواطن له كامل الحقوق.. ونعطيكم أمارة.. كل الخدمات والديمقراطية متاحة للكل؟! لكن هو الخروج عن الأحكام والأعراف.. وتذكروا المواجهات العنيفة فى العقدين الماضيين فى إنجلترا وبلجيكا وغيرهما.. وقولوا رأيكم بصراحة!
• يا سادة يا جماهير.. لا ترفضوا فكرة المندسين، لأنها تحدث حتى على الأراضى التى يذهب إليها الحجيج فى كل الأديان، إذا كان الحج فى هذا الدين، أو ذاك يعتمد على تجمع البشر فى آن واحد؟!
طيب.. فى الإسلام.. حيث صلاة الجمعة جماعة.. ألم يشاهد أيكم من يصرخ بعد تعرض حذائه للسرقة من على أعتاب المسجد.. إنها التجمعات، ومن يريد أن يستغلها بسوء يلعبها «خرسة» وبسرعة كمان!
• يا سادة يا جماهير.. اربطوا جيداً بين تجمع لوداع فريق، ثم خطب عصماء عن وجوب التجمع، ثم تفاوض، ثم محاولات لإشعال الموقف، ثم انتظار الحضور الأمنى!
صحيح يحدث هذا وكل فى وادٍ، فمن حضر اعتراضاً على عدم إيجاد ميعاد للعودة للمدرجات، لن يضع فى باله أن هناك «الآخر».. الذى حضر مسرعاً علشان يهدى النفوس، وكله شىء يضرب وينتهى، وبالمرة الكاف يعرف ما يحدث، ويصبح عنده مخزونا معلوماتيا حول خطورة وجود جماهير؟!
طيب إذا كان الخطر على أهل الدار من أنفسنا، فكيف يحضر فريق من الخارج للعب فى هذه الأجواء؟!
أيضاً يجب أن توجه رسالة للكاف أن أى استثمار كروى لكم فى بطولاتكم فى مصر، هو مضروب بكل تأكيد؟!
إنها الرسائل.. فيا أهالينا ردوا علينا.. أنتم عايزين إيه من البلد دى؟!
حتى إذا ذهبنا معكم نحو عدم الرضا بالمقسوم حتى الآن.. فما ذنب «المقسوم» الكروى، وأيضاً، ماذا ستقدمون لعودة الهدوء للبلد.. قبل المطالبة بكامل حقوقكم؟!
• يا سادة.. يا جماهير.. لا أعرف سبباً لأن التشجيع يبقى لصالح استاد، ثم تذكرون الكيان، ولا أدرى ما حجم السعادة التى ستهبط عليكم حين يتم ضرب الاقتصاد المصرى عبر الكرة.. ويأتى منهج جديد لـ«وقف الحال».. فبعد السياحة.. الصناعة.. والآن الرياضة والجماهير. الشوارع المشتعلة.. حرام عليكم.. اتقوا الله فى هذا الوطن!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة