فى الوقت الذى يهلل فيه الإعلام والنشطاء حول عزوف الشباب، و25 يناير، وحملة التخويف التى تستهدف الشباب، هناك آلاف المبادرات الشبابية التى لا تستهدف سوى وجه الله والوطن، وتمتد على طول الشط من قنا للإسكندرية، فى قنا، وكما يقول الخبير الاجتماعى جمال يوسف: جمعية أنا المصرى للتنمية والتدريب مبادرة شبابية تسعى إلى تقوية المجتمعات المحلية، لتتمكن من إدارة مواردها بفاعلية واستقلالية من خلال بناء قدرات الجمعيات الأهلية والمبادرات الشبابية المحلية وتبنى نهج الشراكة مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، ويتنوع أعضاء الجمعية من المسلمين والمسيحيين، رجال ونساء، شباب وشابات، وتتبنى نهج المواطنة، ولقد قامت الجمعية بالعديد من الأنشطة والبرامج والمشروعات. وفى المنيا التف الشباب مسلمين ومسيحيين، بنات وشبانا، من فئات مجمعية مختلفة فلاحين وعمال وطلبة ومثقفين ومهمشين حول المرشح جون بشرى فى حملته الانتخابية، يقودهم معه إسلام عاطف فولى وجورج الكفورى وبشوى إسحق ومروة ناصر، الأمر الذى أهله للحصول على أعلى الأصوات بالمرحلة الأولى متفوقا على الجميع.
كشفت النتائج عن اتجاه شبابى يبحث عن مرشح يمثل طموحه الوطنى والجيلى، وأن الأمر لا يتركز فى البحث عن مقعد بقدر ما يجسد حلما جميلا فى التغيير، وأثناء عمل الحملة بجولة الإعادة التقى آلاف من الشباب من أجل تحقيق الحلم، ولكن النظام الاجتماعى القديم استيقظ من صدمته، وتكاتفت القوى القديمة واستطاعت فى الجولة الثانية عبر أصحاب النفوذ المرتبطين بجماعات المصالح إزاحة حلم الجيل من حلبة السباق.. ولكن من رحم التحدى وبإخصاب من الحلم ولدت فكرة تأسيس مؤسسة «حلم جيل» لاستكمال المسيرة من أجل تأهيل الشباب للمشاركة بالعمل السياسى وإعداد قيادة شبابية.. ومن المنيا إلى القوصية، وفى المعركة الانتخابية بالقوصية حول قائمة «حب مصر» برز تناقض واضح بين عزوف قطاعات من الشباب للمشاركة فى التصويت واندفاع قطاعات أخرى من الشباب بشكل لافت للنظر للمشاركة فى الحملات الانتخابية. وكما تقول الناشطة هند جوزيف: «لردم هذه الفجوة بين العزوف والفعالية قررنا تأسيس مؤسسة مدنية شبابية (حلم الجيل «هند» للتنمية) تهدف إلى توعية الشباب سياسيا وثقافيا واجتماعيا تأهيل الشباب والشابات للمشاركه بالعمل السياسى وإعداد قيادات شبابية بالعمل السياسى، وتمكين الشباب والنساء والفلاحين وتأهيلهم لسوق العمل وللعمل السياسى والمجتمعى، والاهتمام بالنساء من مختلف الأعمار وتأهيلهن لسوق العمل وتدريبهن على الصناعات الصغيرة والمشغولات اليدوية المرتبطة بالبيئة فى القوصية والاهتمام بالسياحة وتهيئة المناخ لها وتدريب كوادر قادرة على العمل بالسياحة، حيث إن القوصية بها الكثير من المناطق ذات الطابع الخاص للسياحة الدينية والفرعونية.. ثم إلى الإسكندرية، مبادرة حملة «حماية» نحو بناء مواطن، وكما يقول أحمد رزق منسق الحملة: برنامج لتنمية الشباب السكندرى لكى يجيد التعامل مع مقدراته نحو المستقبل، بمشاركة من شباب وشابات الإسكندرية، حيث يهدف البرنامج إلى نشر ثقافة الحوار، ونشر الوعى السياسى، ومهارات القيادة والثقة بالنفس فى جميع مجالات حياتهم، وتطوير مجتمعاتهم من خلال المبادرات المستدامة، وتنمية الشعور بالهوية والمعرفة والوعى بالمجتمعات المحلية، والتواصل مع القيادات من أجل التغيير، وبناء القدرات،وتناول المعارف الدستورية والقانونية، وتأهيل الشباب السكندرى للمشاركة فى المحليات.
كل تلك المبادرات التى تعد بالآلاف لا يعيرها الإعلام اهتماما، هؤلاء الجنود المجهولون الذين لا يسمع عنهم أحد، والموجودين على طول الشط فى نجوع وقرى منسية الأسماء، وحتى ما يوجد منها فى الثغر مثل «حماية»، لا نجد لها أى مساحة إعلامية، هؤلاء الأبطال المنسيون لا أعرفهم، ولكنى أعرف فيهم وطنى، هويتى وأهدى تلك النماذج للإعلام وصناع القرار فى وزارة الشباب ودوائر الحكم.