محمود سعد الدين

«أبوالخير» جهاز رقابى لمكافحة الفساد

الأحد، 20 ديسمبر 2015 05:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
5 لجان لاسترداد الأموال المهربة، تشكلت عقب ثورة يناير، تتصدر أخبارها مانشيتات الصحافة مع كل حكومة جديدة، غير أن الأموال المهربة لم تعد واللجان لم تقم بدورها كما ينبغى، لدرجة أن نفقات تشكيل لجان جديدة وسفريات أعضائها للخارج وتعاقداتها مع مكاتب محاماة دولية تعدت ملايين الجنيهات، بما دفع البعض للشك حول جدية اللجان وحرص أعضائها حقا على إعادة الأموال، وفى المقابل، يوجد صحفى يوازى عمله فى مكافحة الفساد عمل كل لجان استرداد الأموال ومكافحة الفساد، بمجهود فردى، وفى صمت بعيدا عن ضوضاء الإعلام.

صديقنا مكافح الفساد هو أحمد أبوالخير، الذى نجح فى إعادة ما يقرب من 15 مليار جنيه لخزينة الدولة عبر عدة تحقيقات صحفية تلتها بلاغات رسمية تقدم بها للنائب العام.

لأن أحمد قدوة لجيل شباب الصحفيين، فالكتابة عنه تزيدنا تأكيدا أن الصحافة تجدد دماءها أولا بأول، لتقدم باستمرار نماذج تعيد ثقة القارئ المصرى فى الصحافة والصحفيين بعد التحولات الجذرية التى شهدها الوسط فى السنوات الأربع الماضية، لك أن تعلم أن أول قضية دخل زهير جرانة، وزير السياحة الأسبق، السجن بسببها كانت قضية تقدم أبوالخير بأول بلاغ فيها، وهى قضية أرض الجمشة التى حصل عليها رجل الأعمال حسين السجوانى بالمخالفة للقانون، ولم تنته القضية إلا بدفع السجوانى 13 مليار جنيه للخزانة العامة.. ليس ذلك فقط، أحمد لم يطلق على نفسه المحقق الاستقصائى أو الصحفى الهمام، كان يعمل بهدوء شديد، فى أغسطس 2011، فجر أحمد قضية فساد كبيرة مفادها أن رجل الأعمال حامد الشيتى حصل على أرض «ألماظة» بالساحل الشمالى بموجب موافقات بالمخالفة للقانون وقع عليها وزير الإسكان الأسبق أحمد المغربى، وتقدم أبوالخير ببلاغ للنائب العام فى القضية، ولم تغلق إلا بدفع رجل الأعمال الشيتى 25 مليون دولار للخزانة العامة للدولة.

سأحكى لحضراتكم، قصة لطيفة عن صديقى العزيز، تتذكرون قضية أرض الخريجين التى تورط فيها عدد من نواب مجلس الشعب 2010، وهى القضية التى فيها حصل 270 نائبا بالحزب الوطنى و17 نائبا إخوانيا على 2590 فدانا من أراضى شباب الخريجين.. ونالت بقدر ما نالت من الاهتمام الإعلامى، صديقى أحمد أبوالخير هو مفجرها وأول من كتب عنها.

وهل كانت مكافحة أبوالخير لقضايا الفساد فقط، تتعلق بما جرى فى عهد مبارك؟ لا، أبوالخير له قضية شهيرة فجرها فى عهد الإخوان، ولم يكن يطلع على تفاصيلها غير عدد قليل، حيث منح وزير الإسكان طارق وفيق رجل الأعمال الإخوانى عبدالرحمن سعودى 204 أفدنة بالتجمع الخامس بسعر 200 جنيه، وكشف أبوالخير الأمر وقدم بلاغا للنيابة، ولم يكن أمام المتورطين فى القضية غير التصالح ودفع 900 مليون جنيه للدولة.

مشهد أخير عن صديقى أبو الخير، واستشعاره للفساد وبحثه وراء أى قصة صحفية، فى منتصف 2012، كنت وأبوالخير نغطى اللقاء الأول لمجلس الشعب لاختيار أعضاء الجمعية التأسيسية الأولى، انعقد اللقاء فى قاعة المؤتمرات بمدينة نصر، وانشغلت مثلما انشغل باقى الصحفيين بمتابعة تطورات انتخاب الجمعية التأسيسية، بينما انشغل أبو الخير بحساب تكلفة الأكل الذى تناوله الأعضاء فى هذا اليوم، ونجح أن يحصل على فواتير الأكل والشرب الرسمية الصادرة والواردة من وإلى مجلس الشعب بما تتضمنه من مفاجآت، أبرزها أن نواب مجلس الشعب شربوا قهوة بـ30 ألف جنيه، وتناولوا وجبات بواقع مليون ونصف المليون، أبوالخير، نموذج لشاب وطنى، قبل أن يكون نموذجا لصحفى مجتهد، يستحق التقدير من بلد عانى كثيرا من الظلم والفساد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة