جميل إعادة صياغة مراكز الشباب، وضخ الاحتياجات المالية لبناء ملاعب، صالات، وتوريد أدوات، لكن هل هذا هو الملف فى المحروسة، الذى يمكن أن يعيد لأحضانها طاقات مهدرة فى العمل بقناعات المخططين ضد هذا الوطن المنكوب بعصابات المصالح من أغلب جوانبه؟
هناك دولة الفساد والسواد، التى تعصى أن تغادر.. وهى تمثل خطورة حقيقية، وتدفع الأقلية من الشباب للقناعة بالاتجاه المضاد، ويمثله، حضرتك سيد العارفين، «حاصدو الرؤوس» ممن يحشون رؤوس الأقلية بأن فسادا عارما يرعاه من استعادوا مصر من براثن الإخوان، فلا تصدقوهم!
معالى الوزير.. الأمر جد خطير، فهناك فى مبان.. نعم المبانى التى تملكها الوزارة فى عموم مصر تركة ثقيلة من الفساد والعشوائية، والجهل، نما على أرضها طفيليات تنخر فى كل ما يمكن أن يكون خطوة للأمام!
سيدى الوزير.. كيف لنا أن نأمن على عمل ناجح من حيث التخطيط والحلم لعمل بدايات لنهضة شبابية تكفى لأكثر من وصف نهضة رياضية، وهناك فى معاقل الوزارة من هم ضد ما يحدث؟!
ألا تعرف.. أن أبناء دولة الفساد التى تتصور أن الأمور تعود لها هم من يحبطون كل شكل للنجاح.. فإذا كانت هناك خطط.. بمنفذين مغرضين.. فكيف تضمن لها النجاح؟!
لا أظن أن يكون فى حافظة مستندات مستقبل الشباب والرياضة فى مصر بعد ثورتين تجديد وافتتاح مراكز شباب!
نعم قد تكون مجرد مستند، من أصل مليون مستند آخر تحتاج إلى التدقيق والمراجعة، بل دراسة مستفيضة، حتى إذا احتجنا لبيوت خبرة عالمية!
حتى الكلام عن أن التغيير والتطوير يحتاجان فتح مليون مستند، لا يعنى أننا أمام مشكلة لإيجاد الوقت للحلول، بل إن المقولة التى تم اعتمادها على مدار التاريخ أن طريق الأمل البالغ ألف ميل.. يبدأ دائما بخطوة.. مش كده؟!
أزمة الألتراس.. واستمرارها وطريقة معالجتها تحتاج أن تكون «ملفكم» الساخن الخطير!
لا يمكن أن يكون داخل حقيبة لأحد غير حقيبة وزارتكم، ليكون كل الآخرين، شركاء فى إعادة الشباب، من ثم الرياضة إلى وجهها المشرق.. والأمل فى مستقبل أفضل!
• سيدى الوزير.. لا تصدق أن الشباب المخدوع الذى أكل الإهارب وشرب على رأسه.. سيكون مصدقا للكلام عن مراكز شباب عقب افتتاحها تعود ربما سعادتها القديمة، ويظل عم عبده الرجل البسيط المريض غالبًا هو «السيكيورتى» بعدما كان «الغفر»، ويستبدلون له بالجلبية «بنطلون رمادى وقميص أزرق فاتح».. اتسرق نصف ثمنهم- وعلى مسؤوليتى- ويومين وتلاقيهم عايزين تكهين!
أما الحاجة أم دلال.. فهى الست الطيبة اللى واقفة عند دورة مياه الله مايوريك.. ولا يمكنها أن تقدم أى جديد.. لأنها تعيش بحسرة عدم الوفاء لا بعلاجها، ولا تستطيع حتى مساعدة أولادها!
معالى الوزير.. العيب مش فى «عم عبده».. و«أم دلال».. فهذا ما فعله الفساد بهما.. إنما ما تحتاجه مصر.. هو إيجاد حلول لهكذا مشاكل!
• سيدى الوزير.. البداية من تغيير المناطق الحاكمة وما يسمى بـ«وكالات الوزارة».. فى محافظات كثيرة.. فهم يتركون أحيانا رجالتهم لإدارة المراكز التى تأمل إعادتها كما كانت منذ ثورة يوليو 1952.. وحتى نكبة دولة الفساد والسواد على مدى 30 عاما على الأقل.. إنما فى كل الأحوال.. نحن معك فيما تقدم.. يبقى أن يكون هناك تقرير يومى على مكتبكم ممن يدعون أنهم ضد الفساد من خارج القوات الرسمية للوزارة.. ففى سماعهم ربما ثمة إفادة.. صدقنى معاليك!
• سيدى الوزير.. كتبت فى هذا المكان عن حلم مصرى بأن نقرأ، أو نكتب، أو يتم إبلاغنا بموعد عن اجتماع للسادة وزراء الشباب والرياضة.. والتعليم.. والصحة.. والسياحة.. وبكل أسف لم يلتفت مسؤولو وزارتكم لما كتبناه، مع أنى توقعت أن يحدثنى أحدهم حول جدوى اللقاء، أو ما هو التصور، الذى بنيت عليه حلمى بهذا اللقاء، ولا حتى مجرد مكالمة عن مجرد شكر للفكرة!
• سيدى الوزير.. لا يمكن أن تظل بعيدًا عن ملف الألتراس.. ولا أن تتركه لغير المتخصصين، وعلى ذكر المتخصصين فالمقصود متخصصون حقيقيون، مش مجرد صعود وظيفى لمكانة بيروقراطية فى وظيفة ميرى!
آمل أن نرى، ويخرج للنور مشروع قومى يجمع حوله الشباب، يعيد لهم الأمل فى تعليم مناسب وصحة معقولة، ثم آلية شبابية رياضية يمكنها صناعة البطل، وأيضاً توفير فرص عمل، بل خلق الجديد من الوظائف الاحترافية كاللاعب المحترف والإدارى المحترف.. مش على طول الخط منتدبون.. ومتفرغون.. وغيره من قاموس الفساد.. والدنيا مشتعلة!
• سيدى الوزير.. مصر التى فى خاطرك تحتاج رجالا حولك يفكرون كأمثالهم، لن أقول من الأجانب، لكن من المصريين الذين يعيشون بنجاح فى مختلف بلادنا العربية يقودون مسيرتهم نحو شباب ورياضة متقدمة، متفوقة!
هى ليست بالحالة الصعبة معاليك.. تخيل يا أفندم، أن يهتم العاملون بأن يكون ضمن المدعوين لتدشين ملعب أو استاد جديد أو نزل شباب شخصيات رياضية قارية وعربية وعالمية!
هل هناك من فكر فى دعوة أصدقائنا الروس لإقامة معسكر فى شرم الشيخ؟!
هو هناك من فكر فى وجود أجانب وعرب فى افتتاح المدينة الرياضية؟!
ألم يكن واجبا وجود عالمى لنجوم يعشقون هذا البلد فى افتتاح مركز «باب الجزيرة» العالمى؟!
لكنهم، سيدى الوزير، لن يفكروا هكذا، فكل المقاعد محجوزة لنفس الفشلة والعجزة؟!
• سيدى الوزير. أخيرًا.. لابد من تجمع كبير لمن يطلقون على أنفسهم «ألتراس».. وأن يقدموا كشفا بأسماء قياداتهم، ويتم الاتفاق على أن ما للدولة.. للدولة.. وما للجماهير يبقى للجماهير.. أظنها مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة.. نأمل أن تمد يدك بقوة فى هذا الملف.. لأن تعاطفكم مع مراكز الشباب وحده لن يكفى، وأيضًا خشية «التدخل الحكومى» هى التى تحمى فساد الجبلاية.. ومرتزقة الرياضة.. فلا تنظر لهم!
سيدى الوزير.. ضع الكل أمام الرأى العام.. وهاتف من تربى الألتراس على أيديهم أن ينهوا هذه اللعبة التى تشبه لعبة الموت.