لماذا لا نتسلح بروح الشهيد محمد أيمن؟..محمد أيمن واحد من عشرات الإبطال الذين ضحوا بحياتهم وأرواحهم لكى تحيا مصر ونعيش نحن، عشرات من رجال القوات المسلحة المرابطين فى إمكانهم لم يخافوا من أحد، ووهبوا أرواحهم وضحوا بها من أجل مصر وشعبها ودفاعا عن الأرض والعرض، انطلاقا من عقيدتهم القتالية الراسخة التى تربوا عليها فى القوات المسلحة عرين الأبطال.
المجند المقاتل محمد أيمن محمد السيد، لم يتجاوز عامه العشرين، قصته معروفة للجميع وامتلأت صفحات الإنترنت والصحف بما فعله حينما قدم حياته فداء لتراب سيناء وأنقذ 8 من زملائه، ضابطين وأربعة جنود وسائقين من الحزام الناسف الذى كان يحمله أحد العناصر التكفيرية الضالة، الذى أراد تفجير الموقع الذى كانت تتم مداهمته بمنطقة زارع الخير فى قرية المساعيد بمدينة العريش، بعدما نزل من العربة «الهامر» فى مقدمة القوة، وسلاحه جاهز فى وضع الاقتحام، وبعدما أحس العنصر التكفيرى الموجود بالعشة بدخول الجندى البطل إليه، بادر بتفجير نفسه بالحزام الناسف، فاحتضنه الجندى البطل، وجنب رفاقه الموجة الانفجارية الضخمة، التى حولّت جسده الطاهر إلى أشلاء.
هذا ما فعله محمد أيمن، لم يهب الموت، فحينما كتب عليه الاختيار بين حياته وحياة رفاقه وبلده، اختار أن يضحى بحياته حتى لا يعطى للإرهاب فرصة بأن ينال من حياة ثمانية من رجال القوات المسلحة، أردا الإرهابى أن يقضى عليهم بحزامه الناسف.. اختار محمد أيمن أن يموت هو ليعيش الآخرون.. هذا هو المنهج الذى تربى عليه محمد أيمن فى العسكرية المصرية، ورغم أنه لم ينضم إليها إلا منذ عام تقريباً إلا أنه تشبع بالعقيدة العسكرية المصرية التى أخرجت لنا آلاف من الرجال الذين ما اختاروا أبداً أنفسهم، بل قدموا مصلحة البلد على أنفسهم.
محمد أيمن نموذج يجب أن نحتذى به جميعاً، نموذج لما يجب أن يكون عليه المصرى.. المصرى ليس بخائن لبلده، وإنما محب ومخلص لها إلى آخر قطرة دماء فى جسده.. هذه هى الروح التى نتمنى أن تسود كل المصريين، الروح الذى يجب أن نتسلح بها خاصة فى ظل الأوضاع التى تعيشها بلدنا، وما يحيط بها من أخطار وتقلبات إقليمية ودولية.
كيف تكون مصر أولاً؟.. لكى تصبح مصر أولاً علينا أن نكون أكثر شجاعة مما نحن عليه الآن، لا نريد أيادى مرتجفة أو تخشى الإقدام على ما فيه مصلحة للبلد، وأيادى استسلمت للروتين والبيروقراطية التى تكتف مصر وتكبلها على انطلاقاتها.
الروح التى تسلح بها شهداؤنا هى ما تحتاجه البلد فى الوقت الراهن، فمحمد أيمن وغيره ممن ضحوا بأرواحهم تسلحوا بروح الوطنية والإيمان بمصر، وهو ما نحتاجه خاصة لدى مسؤولينا، وأنا هنا لا أقول أن مسؤولينا تنقصهم الوطنية أو حب مصر، لأنى لا أملك أبداً أن أقول ذلك، ولا أملك أن أوزع صكوك الوطنية على أحد، لكن ما أقصده أن على قياداتنا إزالة الخوف من قلوبهم وأن يكونوا أكثر قدرة وجرأة على الأقدام نحو المستقبل، فطالما أنهم مؤمنون بأنهم على صواب وما يفعلونه لصالح البلد، فلا خوف عليهم.
مصر تحتاج للمسؤول القادر على تحمل المسؤولية، فلا يعقل أن يكون رئيس الجمهورية لديه هذا القدر من التفكير خارج الصندوق، ويدعو دائماً لكسر كل التابوهات التى عطلتنا طيلة السنوات الماضية، وفى مقابل ذلك لا يوجد مسؤول يسير على النهج أو الطريق الذى يسير عليه الرئيس.. حينما يقول الرئيس إنه مستعد لتحمل المسؤولية كاملة والتوقيع على أية مشروعات بدلاً من المسؤولين الذين يخشون من الحبس أو ما شابه ذلك، فهذا مؤشر خطر، لأنه حينما يشتكى الرئيس من عدم وجود الشخص القادر على كسر البيروقراطية فنحن أمام مأزق.
الوزراء وكل المسؤولين عليهم أن ينتبهوا جيداً، فرسالة الرئيس ليست هينة، وعليهم أن يعوا جيداً إلى خطورة الرسالة، فإذا كان مسؤولينا اليوم غير قادرين على السير بنفس قدرة الرئيس، فهناك غيرهم قادر على ذلك، وقادر على تحمل المسؤولية والتسلح بروح الشهيد محمد أيمن وغيره من شهدائنا الذين وضعوا مصلحة مصر فوق كل اعتبار.