من كان يصدق أن أحزاب السمع والطاعة فجأة تصبح ناشزا، تخرج عن أوامر وأحكام «سى سامح» وترفع صوتها وتطلب الخلع رسميا؟! ومن كان يصدق أن تختلط الأوراق قبل أيام قليلة من انعقاد أولى جلسات البرلمان، فلا يعود أحد يعرف لهذا البرلمان صاحبا، كما لا يعود الائتلاف صاحب الأغلبية الساحقة مسيطرا على الأحزاب الثلاثة صاحبة الأكثرية تحت القبة؟
حزب المصريين الأحرار منذ البداية يراهن على موقف مستقل، كان يطمع فى الفوز بالأغلبية حتى يكون قادرا على تشكيل الحكومة، وعندما لم يستطع سعى لأن يستقطب أكبر عدد من المستقلين لتشكيل الثلث المعطل فى البرلمان وعندما لم يستطع تفرع للمشاغبة والهجوم على ائتلاف دعم مصر، ورغم ذلك حضر عدد من نوابه اجتماع الائتلاف، ومنهم من وقع على وثيقته، وإذا أصر الحزب على التحدى سيختار نوابه الائتلاف على الحزب.
حزب مستقبل وطن نشأ وتكون وخاض معركة البرلمان ليكون جزءا لا يتجزأ من ائتلاف دعم الدولة أو ائتلاف دعم مصر، لكنه فاجأ الجميع قبل انعقاد البرلمان بأيام وانسحب من الائتلاف بدعوى أنهم أدخلوه غصب وأن اللائحة بها مشاكل وغامضة، وأنه يصلح أن يكون الحزب الحاكم ،لكن المفاجأة أن عشرة من نوابه الخمسين على الأقل وقعوا وثيقة الائتلاف ومصرون عليها، ومن المتوقع أن يحدث قرار الانسحاب انشقاقا فى الحزب يهدده أكثر بكثير من تهديد صلابة الائتلاف.
أما حزب الوفد، فقد تحول من حال إلى حال مغايرة فور أن تأكد من أنه حاز فعلا 44 مقعدا فى البرلمان وتخلص إلى حين من شبح الانقسام، فبينما كان قياداته يتشاجرون على من يدفع فاتورة الدعاية الانتخابية التى لا تتجاوز ثلاثة ملايين جنيه، ويأملون فى أحسن الأحوال أن يحصلوا على سبعة مقاعد أو عشرة على الأكثر، إذا بهم يحققون 44 مقعدا ليكونوا ثالث أكبر كتلة داخل البرلمان بعد المصريين الأحرار ومستقبل وطن، وعندئذ شطحت قيادات الوفد بعيدا وأعلنت أنها لن تكون جزءا من أى ائتلاف وأنها تسعى لتشكيل ائتلاف مستقل تحت اسم «ائتلاف الأمة المصرية».
قيادات الوفد التى اعتادت على المناورة المتطرفة، يبدو أنها ستدفع ثمن مناورتها على محورين، الأول تمسك عدد لا بأس به من النواب بائتلاف دعم مصر وانشقاقهم عن الحزب، وثانيا عودة جبهة إصلاح الوفد إلى الواجهة مرة أخرى، بما يهدد بإدخال الحزب نفقا مظلما لا يعرف كيف يخرج منه.
وبينما يتصور قيادات «المصريين الأحرار» و«مستقبل وطن» و«الوفد» أنهم قادرون على أن يكون كل منهم مركزا يجتذب نواب البرلمان فى كتلة مؤثرة وحاكمة، يلملم ائتلاف دعم مصر أوراقه ويبتسم سيف اليزل من وراء نظارته للألاعيب الصغيرة ويشدد قبضته على المستقلين الذين يمثلون الأغلبية الحقيقية فى البرلمان ومعهم من يستطيع اجتذابه من نواب الأحزاب ليظل زعيما للكتلة الغالبة، فيما تدخل الأحزاب فى صراعات وانشقاقات وتهديدات بالفصل، وكلما خرج منها نائب ينضم بقوة المغناطيس سيف اليزل إلى ائتلاف دعم مصر الذى يتحول تدريجيا إلى هيئة برلمانية فوق الأحزاب تأمر فتطاع بما تملك من أغلبية الثلثين.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
يا كريم بيه ....الاحزاب المحترمه ,,رفضت, ( اللواء سيف اليزل ) الذى يجسد مولد حزب وطنى جديد بالبرلمان