فى خطابه بمناسبة احتفال مصر بذكرى المولد النبوى الشريف قال الرئيس السيسى إنه لن يبقى فى الحكم ثانية واحدة ضد إرادة الشعب، وأنه جاء بإرادة شعبية للحفاظ على البلاد وسلامة أمن المصريين.
كلام الرئيس جاء ردًا على دعوات التظاهر الفارغة التى تتزعمها جماعة الإخوان البائدة وبعض عناصر الحركات السياسية المشبوهة وقال إن هدفها هو تدمير البلاد والعباد.
الإشارة إلى ذكرى 25 يناير فى خطاب الرئيس يعنى أن هناك معلومات لدى أجهزة الدولة بالدعوات إلى التخريب وإثارة العنف وإشعال الفتن، وأن التنظيم الدولى للإخوان يسعى من القوى التى تدعمه لاستمرار الضغط على مصر واستنزاف قوى الدولة الاقتصادية وزعزعة الاستقرار السياسى فى مراحله الأولى بعد انتخاب البرلمان وإنجاز الاستحقاقات السياسية الثلاثة لخارطة الطريق لدولة 30 يونيو.
فهل هناك مخاوف حقيقية من ذكرى الاحتفال بثورة يناير..؟ أم أنها حسابات خاصة بأجهزة الأمن فى التعامل مع أى معلومات تهدد أمن البلاد مهما كان حجمها صغيرا أم كبيرًا ومهما كان حجم من وراءها ومدى تأثيره فى الشارع المصرى ومدى نفوذه على الأرض. وإلا لماذا الإشارة إلى دعوات التخريب والتظاهر فى يناير القادم..؟ ولماذ تصدير الخوف والقلق للناس من هذا اليوم وما يسبقه من أيام..؟
وإذا كانت قطاعات عريضة من الناس لديها ثقة من أن يوم 25 يناير سيمر بسلام ولن يحدث الشىء اللافت والكبير.. فلماذا التخويف؟ وهل من المنطقى والمقبول أن يصدر القلق والخوف والدولة والنظام السياسى قد اكتمل بناؤه بانتخابات حرة ونزيهة أو بالاستفتاء؟ فهناك رئيس منتخب باكتساح وبشعبية جارفة مازالت تمثل أكثر من 85% فى الشارع المصرى، ولم يرتكب أخطاء سياسية فادحة مثل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، ولم يتصادم مع أى فئة من فئات المجتمع، بل إن قوى المجتمع الحية والفاعلة تؤيده فى مواقفه ومؤسسات الدولة فى القضاء والإعلام والمؤسسة الدينية فى الأزهر والكنيسة.
الجماعة الوحيدة التى لا تعادى الرئيس وحده بل تعادى الشعب المصرى بأكمله وتوظفها قوى إقليمية معينة لتحقيق مصالحها على حساب مصر، هى جماعة الإخوان الإرهابية وبعض مؤيديها من مراهقى السياسة وثوار آخر زمن.. وهذا أمر طبيعى ومنطقى ومفهوم.
وفى كل مناسبة بعد 30 يونيو وطوال عامين، تخرج علينا ببيانات عنترية وبتهديدات جوفاء فارغة وبحشود لا يتعدى أفرادها أصابع اليدين، ثم يمر اليوم بسلام بعد أن تكون الدولة قد أعلنت استنفار أجهزتها، وانتشرت قوات الأمن فى كل مكان.
ويبقى الغرض استنزاف الدولة، وإرهاق اقتصادها، وتوظيف الحالة خارجيا بأن مصر بلد تفتقد الأمان، وغير جاهزة لاستقبال السياح وجذب الاستثمارات الأجنبية. لم ينجح الإخوان أو غيرهم عندما كانت مصر فى حالة سيولة سياسية ومؤسساتها قد انهارت ماعدا مؤسسة الجيش، ولم يفلحوا فى العودة إلى الحكم بعد 30 يونيو رغم الأوضاع الأمنية والسياسية المتردية والتى عانت منها مصر حتى تم انتخاب الرئيس السيسى واستعادت مصر بعض عافيتها الداخلية وكسر حصار العزلة الدولية.
يا سيادة الرئيس، العقل يقول إن التخويف من 25 يناير غير مقبول فهناك دولة قوية ومؤسسات سياسية ورئيس وشعب يثق فى قيادته، ويتمتع بشعبية كبيرة ولا يحتاج إلى تأكيد جديد على ثقة الشعب فيه وعقد الآمال عليه فى عبور الأزمات وتحقيق التنمية المنشودة.
والأهم من كل ذلك هناك حالة أمل وتفاؤل فى المستقبل، فهناك إنجاز يتحقق على الأرض فى أقل من عامين. والثقة فى المستقبل وفى الرئيس كبيرة فى تطور الأداء، وفى تحقيق مطالب الشعب فى العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان بمفهوما الشامل.
نختلف معك يا سيادة الرئيس، فسوف تمر 25 يناير ولن يستطيع أحد كسر إرادة مصر وجرها إلى الفوضى والإرهاب مرة أخرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سوسو
المصريين معاك يا بطل