وما بين هذيان جماعة الإخوان التى بات من الواضح أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة وصراعات نواب البرلمان الفائزين بالمقاعد، يقف الشعب المصرى حائراً وحيداً لا يجد من يهتم بهمه الحقيقى فى تحقيق أدنى طموحاته فى العيش والكرامة الإنسانية من خلال مشهد تراجيدى مُحزن قد يطيح بكل الآمال والأمنيات التى حلم بها المصريون بعد الإطاحة بنظام عقيم مستبد لم يكن ليحلم الشعب المقهور بالتخلص منه !
فمن ناحية جماعة الإخوان التى كادت أن تدفع بمصر للحاق بمن سبقها من دول كبيرة كانت ولم تعد بفعل أعوانهم من الشياطين المتفرقين فى أنحاء الأرض متاجرين بالدين فى أحقر تجارة، متخذين منه ذريعة للقتل والحرق والتدمير بحجة الجهاد لنصرته وإعلاء رايته، ضاربين بكل آياته عرض الحائط !
فقد فقدت الجماعة كل أسلحة دفاعها المعنوية وانكشف عنها وجه السماحة والورع الذى توارت خلفه عشرات السنوات تخدع السذج والبسطاء، وأصابها الخلل والاهتزاز والعمى الذى يصيب الخفافيش عندما تخرج فجأة للضوء بعد الظلام فتصطدم ببعضها البعض لتسقط صرعى واحداً تلو الآخر!
حيث أصبح الخبر اليومى منذ شهور خاص بالتناحرات والخلافات التى تنشب بين القيادات بعضها البعض وكذلك بين القيادات والقواعد التى بدأت تتمرد وتتعالى أصواتها رفضاً لسياسات القادة التى تراها من وجهة نظرها السبب الأهم فى سقوط الجماعة من على عرش مصر وضياع الحلم فى الملك إلى أجلٍ غير مسمى!
وقد كانت آخر نوبات هذيان الجماعة فرع حماس: ما صرح به إسماعيل رضوان القيادى بحركة حماس بأن إغلاق معبر رفح بين مصر وقطاع غزة ما هو إلا قرار أمريكى إسرائيلى لإجهاض حركة المقاومة ضد بنى صهيون !
وأن مصر تتعلل فى هذا الشأن بدواعى الأمن، تنفيذاً للتعليمات الأمريكية الصهيونية فى المنطقة !
لا أندهش من افتكاسات الجماعة المتخبطة للتربص بمصر وقيادتها بغير منطق ولا معقول، فما يحيط بها من فشل فى كل الاتجاهات كفيل بأن يفقدها صوابها فلم يعد بإمكانها سوى الهذيان !
ومن ناحية أخرى فقد بدأ القصيدة السادة نواب البرلمان المصرى بالكُفر، فلم يلبث الشعب المسكين أن يلتقط أنفاسه بعد إتمام الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل آملاً فى بعض الهدوء والاستقرار، مؤدياً دوره المطلوب منه فى المشاركة وإن قلت نسبتها، متوسماً فى من اختارهم خيرا، ولكن وقبل أن تنعقد أولى الجلسات الرسمية للبرلمان المنتخب حدث ما لا يبشر بالخير وما يدعو للإحباط من جديد، فقد استهل السادة المحترمون الموقف بتصرفات لا تنم إلا عن رعونة وأنانية ومصلحة شخصية واضحة أشعلت الصراعات مبكراً.
ألا يعى السادة النواب المحترمون أن هذه الصراعات والشقاقات وتبادل الاتهامات، قد تفقد البرلمان هيبته وتزعزع ثقة المصريين فى نوابه بعد أيقن المصريون أنه لا يوجد من ينوب عنه لوجه الله والوطن، وإنما للمصلحة والهيمنة وفرض النفوذ !
وما بين تطرف وعداء وهذيان الجماعة الخائنة لمصر والمصريين وصراعات نواب الشعب المنتخبين: شعب مصر من سيسدد فواتير الخيانة والأنانية والغباء السياسى من جديد.
لكى الله يا مصر