هل سمع أحد فى وكالات الأنباء أو فى الإذاعات والفضائيات العالمية عن انفجار فى ثانى أكبر مطارات إسطنبول؟
هل لاحظتم أى تسريبات أو تلميحات من المسؤولين البريطانيين أو الأمريكيين بوجود احتمال لحادث إرهابى وراء التفجير؟ وهل بدأت حملات الفزع العالمية حول الأمن بمطارات تركيا وتهاون العاملين فى المطارات وابتعاد السلطات هناك عن الالتزام بمعايير السلامة والأمن العالمية؟ وهل سارعت أى شركات طيران دولية بتعليق رحلاتها إلى مطارات إسطنبول حتى يتم الكشف بوضوح عن ملابسات الانفجار ورفع مستويات التأمين بمعرفة شركات أجنبية؟
لا شىء من هذا كله حدث رغم ضخامة الحادث الذى تعرض له مطار صبيحة جوتشن فى إسطنبول منذ أيام، ورغم مقتل سيدة وإصابة أخرى وإلحاق أضرار جسيمة بخمس طائرات، ورغم عجز السلطات التركية وأمن المطار عن تحديد طبيعة الانفجار حتى الآن، هل هو بصاروخ أطلق على المطار أم أن إرهابيين فتحوا النيران بكثافة من مسافة بعيدة أم أن مقاتلى حزب العمال الكردستانى وصلوا إلى المناطق الحيوية فى إسطنبول أم ماذا؟
كل ما حدث أن وزارة النقل وأجهزة الأمن التركية المختلفة، تجرى عمليات تفريغ للكاميرات واستجواب للعاملين بالمطار فى سرية تامة، مع التنبيه على وسائل الإعلام بإطفاء النور على الحادث والتعتيم على أى معلومات بشأنه، وساعد على ذلك الصمت الدولى واعتبار ما حدث شأنًا داخليًّا تركيًّا، رغم تضرر شركات طيران أجنبية من الحادث.
ولنا أن نتساءل ببراءة تامة: لماذا لم يحدث مع تركيا عشر الحملة الدولية المسعورة التى تعرضنا لها، ولماذا لم تهرع الصحف الأمريكية والبريطانية إلى تلفيق القصص والأكاذيب حول الوضع المشتعل أصلا فى تركيا، مثلما حدث معنا؟ ولماذا لم تسارع الجهات الدولية المعنية بإجراءات السلامة فى المطارات بإعادة تقييم الأوضاع بجميع المطارات التركية أو تتدخل أجهزة الأمن بالمطارات الكبرى بالعالم التى تستقبل رحلات من تركيا بمراجعة إجراءات الأمن للركاب وطائرات الشحن؟
تذكرون القصة المفبركة حول الطيار الأمريكى الذى استطاع المراوغة بطائرته بعدما تعرض لإطلاق صاروخ من متطرفين فوق شرم الشيخ لكنه لبراعته استطاع النجاة بالركاب والهبوط سالما؟ القصة ثبت بعد ذلك أنها فبركة فاضحة ونوع من الدعاية السلبية الموجهة ضد مصر واقتصادها وصناعة السياحة بها، لكن لم تقم الصحيفة التى نشرتها بأى توضيح أو تصحيح أو اعتذار، وتذكرون قصة الجارديان عن الموظف الذى تلقى رشوة من سائح بمطار شرم الشيخ بناء على صورة ثبت بعد ذلك أنها لتحصيل فاتورة خدمات بشكل قانونى بالمطار، وتم استخدامها بحقارة بعيدا عن كل المعايير المهنية والأخلاقية ولم تعتذر عنها الجارديان رغم الفضيحة.
ما حدث ويحدث فى تركيا يكشف بوضوح مدى التواطؤ والمؤامرة ضدنا، ويكشف أهداف الاستعمار الجديد، وسعيه لتركيعنا وحصارنا اقتصاديًّا، لكننا قادرون بعون الله على مواجهته كما واجهناه فى السابق، وقادرون على إفساد مخططاته لينقلب سحره عليه وعلى ذيوله من الدول التابعة.
نعم قادرون بالاتحاد والوعى بالمعارك التى نخوضها أن نواجه المؤامرات والحصار، وأن نبنى اقتصادنا وبلدنا بالعمل والابتكار وبذل الجهد، فالعالم ليس الغرب وحده بمؤامراته ومخططاته، لكن العالم أيضًا لا يعترف ولا يحترم إلا العاملين المجتهدين والمبتكرين الذين يسعون للإضافة للحضارة الإنسانية، ونحن نملك التاريخ والمقومات التى يمكن بها أن ننتصر فى معركة التنمية والمواجهة الاقتصادية واستعادة المكانة بالمنطقة والعالم، ولننظر إلى التجربة الإيرانية بعين الاعتبار.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل عبدالكريم النادى
فرس النهر
عدد الردود 0
بواسطة:
فؤاد على
ستبقى مصر درة الشرق رغم انف كل حاقدا او حاسدا اوخائن او عميل
عدد الردود 0
بواسطة:
بسطويسى
!!!!!!!!!!!
الى تعليق رقم 2 دود المش منه وفيه!!!!!!!!!