أيام قليلة ويرحل عام 2015 الذى يعد أقل توصيف له أنه عام الجفاف السينمائى الذى شهد الكثير من الظواهر السلبية، منها غياب المنتج السينمائى الجيد، ورحيل كبار النجوم، ولكن يبدو أن هناك بعض المؤشرات التى تجعلنا نأمل أن عام 2016 سيكون الأفضل سينمائيا، وأن هناك حركة فعلية بدأت فى بعض شركات الإنتاج، وأن الأمر لن يقتصر على آل السبكى، بل إن هناك شركات صغيرة بدأت فى الظهور والعمل، إضافة إلى أنه يجرى التحضير لأكثر من عمل سينمائى يعود من خلاله بعض النجوم إلى الساحة السينمائية بعد غياب، ومنهم السقا وكريم عبدالعزيز وهنيدى وغيرهم، كما أن هناك العديد من التجارب المتنوعة والتى ستعرض فى دور العرض مع بداية شهر يناير تجارى تجارية مابين الكوميدى والإثارة والتشويق.
الأهم هو أن العام المقبل قد يشهد تنوعا مطلوبا فى الصناعة بعيدا عن تسيد أو سيطرة لون واحد، وهذا فى حد ذاته يعتبر تغييرا وخطوة للإمام، إضافة إلى عودة بعض كبار المخرجين للعمل، ومنهم يسرى نصرالله الذى قارب على الانتهاء من فيلمه «الماء والخضرة والوجه الحسن» لليلى علوى ومنة شلبى، ومحمد خان الذى ينتظر عرض فيلمه قبل زحمة الصيف، وخالد الحجر بفيلمه حرامى الجسد، وهالة خليل بفيلمها «نوارة» لمنة شلبى، تلك الحالة تحمل دليلا واضحا على أن السينما المصرية دائما ما تملك مقومات الحياة، وأن صناعها مهما بلغ بهم اليأس، إلا أنهم يحاولون باستمرار ولا يوقفون عن بذل العديد من الجهودات للخروج من الأزمات المتتالية التى تعيشها الصناعة التى تحتاج ولو نظرة عين من الحكومة المصرية، التى يجب أن تضع ضمن أولوياتها فى العام المقبل صناعة الفن بكل فروعها، وأعتقد أن ملف صناعة السينما بكل مشاكلها لا يزال مفتوحا أمام وزير الثقافة حلمى النمنم، لاتخاذ العديد من الإجراءات والعمل على تفعيلها، والأهم إعادة النظر فى كل القوانين المنظمة للصناعة بدءا من قانون الرقابة، وصولا إلى تخليص الصناعة من كل الإجراءات الحكومية البيروقراطية والتعامل مع الفن بقوانين وآلية تتماشى مع روح الصناعة، وهو الدور الرئيسى والأساسى والذى يجب أن يشغل بال وزير الثقافة بعيدا عن أى شىء، لأنه فى تقديرى لو أعطى النمنم أولوية لملف السينما والنهوض بهذه الصناعة، لأصبح ذلك أكبر إضافة لملفه الشخصى، وهو تحد يليق بشخصية ثقافية مستنيرة، بعيدا عن الاجتماعات المكررة والأبواب والأدراج المغلقة التى لم يسفر عنها شىء إطلاقا.
إضافة إلى كل ما يتعلق بأزمات تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر، وهى الأزمة التى تفجرت فى العام السابق، وكشفت عن سوء إدارة لهذا الملف تماما، نتيجة للعراقيل الأمنية والإجراءات البيروقراطية، وهو ما زاد من سمعة مصر كبلد طارد للفيلم الأجنبى وإمكانية تصويره، ويكفى ما كشفته أزمة فيلم «خروج الآلهة».
حلمى النمنم أمامه ملف ملغم بالمشاكل فى كل تفاصيل صناعة السينما من إنتاج ودعم وافتتاح دور عرض، وزيادة عدد الشاشات التى تعرض الأفلام التى تشهد تراجعا مخيفا، فى ظل غياب كامل للدولة، وليس هناك أجمل من الاستشهاد بآخر كلمات النجم الكبير الراحل نور الشريف: «لو الدولة استثمرت فى دور العرض فهذا كنز، ولن تتكلف إلا الصيانة فقط لا غير، أنا عندى الحل واقترحته قبل ذلك، ولكن لا أحد استمع لكلامى»، قصور الثقافة فى الأقاليم لماذا لا نحوّلها إلى دور عرض؟ ونقيم حفلة واحدة فى اليوم ما عدا الخميس والجمعة تكون هناك حفلتان، بحيث تصبح قصور الثقافة نافذة حقيقية للسينما المستقلة، وعندما لا تكون هناك أفلام جادة تعرض بها الأفلام التجارية، لأنها ستجلب فلوسا لوزارة الثقافة. وكان عندى حلم ثانٍ وهو أنه فى الصيف، أثناء إجازة المدارس التى تمتد لنحو ثلاثة أشهر تتحول «أحواش المدارس» إلى سينما صيفية؟ وستكون التذكرة أرخص تذكرة فى الدنيا، جنيه واحد، حل سينقذ صناعة السينما وتاريخها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة