شِئْتَ الفُؤادَ هوىً، ما زِلْتَ تُذْكيه/ قُلْ لى، وأنْتَ الذى تَدْرى بِأَحْوالي/ كيفَ الحياةُ، ونَبْضُ القلْبِ يُخْليه
يا بلسَمَ الرُّوحِ، مهلاً، فى الحشا ظَمَأٌ
يُشْقيه شَوْقٌ، فيَكْفى أنْ تُؤاسيه
لقَدْ تَداعتْ جُفُونى فى نَواظِرِها
وانْسلَّ من هُدُبى ما كان يُدْميه
تَأَوَّهَ الفَجْرُ فوْقَ المَرْجِ فارْتَسَمَتْ
أرْواحُ آذارَ تَشْدو فى مَراسيه
يُومى إلى ياسَمينِ الأرْضِ فى أَلَقٍ
والشَّمْسُ مَنْهَلُها من لَحْظِ باريه
ألوانُ فوْحِكَ فى الأفاقِ تَنْثُرُها
بَوْحًا، وحُضْنُ المدى فى الصُّبْحِ تُنْديه
كأنَّ فى جَفْنِكَ الأحْلامَ قدْ سَهِرَتْ
تَرْوى النَّدى، فى جُنُونِ السِّحْرِ تُغْويه
وَرْدٌ يَعيشُ على الأيامِ يُسْعِدُنا
هَمْسُ الفُؤادِ على ما كانَ يُشْفيه
فإنْ هواكَ، شِغافُ القلْبِ تَمْلِكُهُ
وإنْ جَفاكَ، فلَنْ تبقى بِماضيه
وإنْ حباكَ، فَشَهْدُ الكَأْسِ أدْمُعُهُ
نَبيذُهُ أَمَلٌ، يَوْمًا سَيأْتيه
***
حَلَلْتَ فى خَاطِرِ الأهْدابِ مُكْتَحِلاً
بِأذْرُعِ الشَّمْسِ، طِيبًا أنْتَ تُثْريه
وَرْدٌ، أَشُمُّكَ فى نَهْداتِ مُلْهِمَةٍ
تُلامِسُ الخَصْرَ، ليْس الجمْرُ يَكْويه
وَتُتْرِعُ الكَأْسَ منْ ضَجِّ اللمى وَلَهًا
تَصْبو إليْهِ، فَإذْ بِالوَصْلِ يُفْضيه
سَمِيرُكَ الفَجْرُ، يَصْفو فى ضَفائِرِه
لمَّا رَحِيقُكَ فى الأنْسَامِ تُخْفيه
فى مَهْبِطِ الرُّوحِ، تَجْلو لَمْعَ لُؤْلُؤَةٍ
تَلْتَفُّ حوْلَ رِياضِ العُنْقِ.. تَسْقيه
تُبَعْثِرُ النَّبْضَ فى صَرْخاتِ أوْرِدَةٍ
وأنْتَ، فى زحْمَةِ اللهْفاتِ تَرْويه
تَفيضُ نُورًا على الأكْبادِ تَغْمُرُها
تُطِلُّ من أُفْقِ أوْصالٍ، فَتُحْييه
موضوعات متعلقة..
الشاعرة المغربية مليكة العاصمى: مصر صانعة المشهد الثقافى فى العالم العربى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة