ما هو مش كله نكد.. نكد.. صح ولا إيه؟
المصريون شعب جميل، برغم كل ما مر به من ظروف تعيسة أدت به إلى هذا الحال الذى نراه حاليا، أرجوك صدقنى، فيوما ما كنا أجمل مما نحن عليه حاليا، ربما تكون هذه الأيام صادفت زمن التتار، أو أثناء الحملة الفرنسية، أو أيام الفراعنة، أو زامنت ثورة 19، أو مر شبحها سريعا فى يناير 2011، لكن المهم ألا تكون متشائما وتعتقد أن ما نحن عليه حاليا هو القاعدة.
تظل بداخلنا تفاصيل جميلة تظهر من وقت لآخر بدون مبرر، لن أنخع عليك وأقول لك إنها نهج متبع، ولكن مميزات المصريين «بالمزاج».
المصرى أحيانا يكون فى منتهى الكرم مع الضيف والغريب ويحقق مقولة إنه يمكن أن يبيع «عيل من عياله» من أجل أن يريحه ويطعمه ويشعره أنه فى بيته ووسط أهله.. وأحيانا يجعل الغريب يدفع ثمن كوب الماء بالدولار ويشتغله فى ثمن ساندوتش جبنة رومى.
المصرى أحيانا يكون شهما، يضحى بنفسه من أجل نجدة قطة داست سيارة على ذيلها، وأحيانا يخبط مواطنا على الدائرى ثم يهرب.
المصرى أحيانا يكون متسامحا تأتى على حق من حقوقه وتتخيل أنه سيرتكب معك جناية فتفاجأ به يبتسم ويقول لك: ولا يهمك، وأحيانا يقتل جاره لأن غسيله نقط على ملابسه الداخلية.
المصرى أحيانا يكون شديد التدين، فهو ينحنى فى الشارع ليعدل الشبشب المقلوب لأنه لا يليق، ويمضمض فمه قبل الصلاة من السجائر رغم أنها ليست من نواقض الوضوء، ثم يخرج ليتحرش ويسب الدين ويأكل مال النبى، عليه الصلاة والسلام.
المصرى أحيانا يحترم الكبير، وإذا لم يكن لديه واحد منهم فهو يدفع ويشتريه، وأحيانا لا يحترم حتى والديه ويرميهما فى الشارع من أجل إخلاء الشقة الأوضتين وصالة التى تخونه فيها زوجته، وفى النهاية تقتله هى وعشيقها.
المصرى أحيانا خفيف الروح بيتعاجب، يكون بشوشا يضحك مع طوب الأرض، ودمه خفيف وابن نكتة، يألش على نفسه قبل الغريب، ويستعين على أيامه الغامقة بالفكاهة والسخرية، وأحيانا يكون «كشر» يقطع وجهه «الخميرة» من البيت، وكل ما عليك أن تدعو الله ألا يضعك أمامه وهو فى هذه الحالة.
المصرى تذهب لديه المميزات وتأتى، إلا ميزة واحدة ثابتة أبد الدهر لا تتغير ولا تتزحزح ولا يتخلى عنها مهما حدث، هى الصبر، فنحن لدينا صبر أيوب، عليه السلام، نصبر على الظلم، والبلاء، والبلاهة، وعلى جار السو، حتى يرحل، أو تأتيه المصيبة الساحقة الماحقة التى لا تبقى ولا تذر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة