لست مع فتوى على جمعة بصحة صلاة المحششين!
مع احترامنا لقيمة وقامة الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، ومع حبنا الشديد لمحاولاته المستمرة فى التصدى لكل فتاوى الإرهاب والتطرف ومحاولاته المستمرة للتأكيد على وسطية الإسلام وأنه دين المحبة والسلام، ولا يمكن أن ننكر دوره فى التصدى لإرهاب داعش وأفعالها الشاذة وجرائمها التى لوثت صورة الإسلام الحنيف.
نعم الدكتور على جمعة يصفه البعض بأنه ممن يحاولون تجديد شباب الأمة الإسلامية التى شاخت بسبب الممارسات الخاطئة للمسلمين، وهو البلاء الذى أصيبت به أمة محمد صلى الله عليه وسلم منذ نزول الوحى، فدائما ما يأتى البلاء من داخلنا، وهؤلاء أشد خطرا من أعداء الإسلام، ولهذا فإن فتاوى وتصريحات الدكتور على جمعة يجب أن تخرج بميزان حساس، فكل ما ينطق به مفتى مصر السابق يحاسب عليه، وحتى لو كان من الإسلام، إلا أن خروجه فى مجتمع الكثير منه إما جاهل أو أمى مثل مصر، يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا بعد كل فتوى يقولها الدكتور على جمعة.
ومنذ ظهور الرجل عبر شاشات الفضائيات، ودائما ما يخرج علينا بفتاوى صادمة، بعضها يمر مرور الكرام، وهناك أيضا فتاوى نعرف أنها من صحيح الدين، ولكن إثارتها وطرحها فى هذه الظروف السيئة التى تعيش فيها مصر منذ أكثر من ثلاث سنوات، يجعل من هذه الفتاوى الصحيحة جزءا من تدمير المجتمع الذى أصبح مهلهلا وممزقا.
ففى لقائه على فضائية c.b.c ببرنامج «والله أعلم» خرج علينا بفتوى غريبة عن أن السجائر والحشيش طاهران ولا ينقضان الوضوء، ولكنهما حرام، وكذلك الأفيون وأنه يفضل «المضمضة» بالماء وكفى وقال جمعة، إن حرمانية التدخين ليس لها علاقة بنقض الوضوء، مستطرداً: «الإنسان الذى يكذب ويغتاب الناس، إذا صلى، فصلاته صحيحة، لا أمر فيها، والذى يشرب السجائر صلاته صحيحة لا مشكلة فيها أيضًا». وأضاف: «الأفيون والحشيش؛ كل هذه الأشياء طاهرة، ولا تنقض الوضوء، ويفضل المضمضة، لكن فى حال الخمر، يجب أن يتمضمض الإنسان بالماء لأن الخمرة شىء نجس». واستطرد: «اللى يصلى وفى جيبه أفيون أو حشيش، صلاته صحيحة، أما إذا كان فى جيبه خمرة فصلاته باطلة، والحرمة شىء والطهارة شىء آخر».
بالتأكيد أنا لست مفتيا ولا أستطيع أن أشكك فى الفتاوى التى يطلقها الدكتور على جمعة بشكل مستمر، ولكن هناك فتاوى ليس هناك داعى لتفجيرها ومنها فتوى صحة صلاة المسلم المحشش أو الذى يتناول الأفيون لأنه حتى لو صحت مثل هذه الفتاوى فإن طرحها الآن غير مستحب ولا أعرف السر وراء إصرار الدكتور جمعة على طرح هذه النوعية من الفتاوى».
ورغم علمى أن هذه الفتوى من صحيح الإسلام، فإن ربما طرحها الآن، وفى زمن باع فيه بعض المصريين أنفسهم للشيطان، يعد خطأ جسيما خاصة مع مجتمعنا الذى انهار فيه كل شىء، وهذا يجعلنا نقول للدكتور على جمعة «اتق الله فى مصر» ولا تهلكنا بفتاوى تكون ضد القوانين والأعراف، لأننا فى زمن الردة والخروج من الملة، ولا أعرف أيضاً سر أن يفتى د. جمعة مثل هذه الفتوى الآن.
وللحديث بقية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد درويش
عفوا فهناك حلقه مفقوده
عدد الردود 0
بواسطة:
abdel.haroun
متى نفيق؟
عدد الردود 0
بواسطة:
سهيو
ماشأنك بفتاوي العلماء