يوسف أيوب

لماذا لا يستمع أهالى سيناء للرئيس؟

الخميس، 31 ديسمبر 2015 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عصر الأحد الماضى كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يحضر الإعلان عن باكورة التعاون بين جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، وشركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار، وهو التعاون الذى يستهدف إقامة أربع مجمعات لاستكشاف واستخراج الرخام فى جبل سحابة وجبل يلق وجبل الخاتمية وجبل المغارة، وحضر هذا الإعلان عدد من مشايخ سيناء وأعضاء مجلس النواب عن شمال سيناء، وبعد انتهاء الجلسة الاحتفالية العامة طلب السيناوية جلسة مغلقة مع الرئيس فاستجاب لهم واختاروا من بينهم عددا من الشيوخ والنواب وجلسوا مع الرئيس عشر دقائق فى جلسة مغلقة حضرها أيضاً الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى.

تفاصيل كثيرة دارت فى الجلستين، تناولت شكاوى أهالى سيناء، وتأكيد الرئيس أن سيناء لم تكن أبداً غائبة عن ذهنه وتفكيره، بل إنه تأخذ حيزا كبيرا من هذا التفكير.

لكن بعيداً عن كل ما قيل فقد ظهر أن للرئيس رسالة واضحة لأهالى سيناء، ربما فهمها بعض من كانوا يجلسون فى قاعة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بشرق القاهرة، حينما أشاد بتجربة أهالى سيناء حينما اتفقوا فيما بينهم على تأسيس شركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار، لتكون أول تكتل من نوعه بين القبائل السيناوية بهدف التنمية الصناعية والزراعية والعقارية للنهوض بتنمية أرض الفيروز، فهذه الشركة هى نواة مهمة لتكتلات اقتصادية أخرى تحتاجها سيناء وبقية المحافظات المصرية، لأنها تستوعب أفكارا متنوعة وقدرات مختلفة تستطيع التفكير خارج الصندوق.

الرسالة الأخرى هى تأكيد الرئيس أيضاً أن توفير فرص العمل للشباب هى أحد الطرق والوسائل للقضاء على الإرهاب والتطرف ليس فى سيناء فقط وإنما فى مصر كلها، وحاول الرئيس أن يثبت لمن فى القاعة ما يقوله حينما أشار إلى أحد العاملين فى مصنع الرخام بالعريش الذى ظهر على الشاشة القريبة من الرئيس وتنقل مباشرة ما يحدث فى المصنع، وقال الرئيس إن هذا العامل طالما يعمل فإنه لن يفكر إلا فى بيته وأولاده ورزقه، لكن إذا لم يجد العمل فإنه سيفكر فى أى شىء آخر وربما التطرف.

من أين نأتى بفرص العمل بسيناء؟.. بالتأكيد القطاع الخاص يتحمل مسؤولية كبيرة فى هذا الملف الشائك، خاصة أن الدولة تحاول أن توفر له البيئة المناسبة للاستثمار، وحينما نتحدث عن توفير فرص العمل لشباب سيناء فيبرز هنا دور القبائل التى عليها أن تواصل تكتلاتها فيما بينها، وتؤسس شركات تحاول أن تستوعب الشباب، خاصة ونحن أمامنا مثال حى على ذلك، وهو شركة مصر سيناء التى أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حديثه آليات تأسيسها وإنشائها، حينما أشار إلى أن عددا من شيوخ سيناء جلسوا معه قبل عامين، وأبدوا رغبتهم فى استثمار 3 مليارات جنيه مجمعة من عدد من المشايخ والقبائل، فتم الاتفاق على إنشاء الشركة التى تقوم بأعمال مهمة فى استكشاف واستخراج الرخام.

سيناء فيها خيرات كثيرة لكن تنتظر من يستغلها، والدور الكبير يقع على عاتق شيوخ وعواقل القبائل السيناوية، لأنهم الأكثر إدراكاً بهذه الإمكانيات وكيفية استغلالها، وليس أمامهم أى مبرر للتقاعس من الآن، خاصة أن الرسالة الرئاسية لهم كانت واضحة جدا، فإذا كانوا يشتكون من بطء الإجراءات فالقوات المسلحة ستساعدهم فى تنفيذا هذه المشروعات، وحتى يطمنئهم الرئيس أكثر قال لهم: إن هدف تحقيق التنمية للجميع وليس للقوات المسلحة، وأن «الجيش من خلال مشاركة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية هو عامل مساعد معكم ويسهل لكم الأمور حتى ننتهى من المشروعات فى وقت قليل».

هل سيتحرك أهالى سيناء لتفعيل الرسائل الرئاسية؟.. ليس هناك شك بأن القبائل السيناوية لديها الرغبة فى العمل والتحرك، لكن عليهم أيضاً أن يدركوا حقيقة مهمة جداً، وهو أن عامل الوقت حاسم جداً فى أى تحرك، لأن الوقت يداهم الجميع، ولا مجال لأى تقاعس، كما أن القبائل مطالبة أيضاً بأن تنظر فى قائمة أخرى من مجالات الاستثمار حتى لا تكون قاصرة فقط على الرخام، وإنما تشمل الزراعة وصناعات أخرى، ليتحقق لمصر الهدف الأساسى وهو تعمير سيناء بأيدى أبنائها، لأنهم الأقدر على هذه المهمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة