نظرةٌ إلى قرطاسٍ من أوراقِ البردى
تعيدُ إلىَّ ذكرياتً محفورةً فوقَ السطورْ
ملامحٌ بارزةٌ لصورِ مضتْ
تفتحُ توابيتَ أحزانٍ ولتْ
وارَتْها لحودٌ وقبورْ
مسرحٌ كبيرٌ يبدو أمامي
جدرانهِ من عقيقٍ وأبنوسٍ
ولكن شخوصه تبدو
ك تماثيلٍ من بلورْ
وبحرٌ واسعٌ أمواجهُ
متسرسبةٌ على أعتابِ الروحِ
وأنا كما أبدو على صفحاتِ قرطاسى
امرأةٌ أسطوريةٌ كعروسةِ البحورْ
ويعدو المدادُ على الورقِ
ف يرسمُ لوحةً صماءً لمستقبلٍ مجهولْ
وملامحٍ لمدينتى التى لا تعرفُ الحريةَ
بل كبلتها أصفادٌ من فولاذ
وأحاطتها الجسورْ
رحلَ موكبُ السعادةِ
من صفحاتِ قرطاسى
وأنزوتْ لحظاتُ الحبورْ
قلبتُ صفحاتَهُ فوجدتُ رياحَ
مشاعرى تغدو وتروح تمورْ
وفى صفحتهِ الأخيرةْ
وجدتُ غابةً من أشجاِر الكافورْ
لاذعة الطعمِ مُرةٍ ولكنها من فصيلةِ العطورْ
ها قدْ أغلقتُ صفحاته
وواريتُ آلامى
وأشعلتُ عيدانَ البخورْ
فتاة - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة