إسراء عبدالفتاحتصدرت عناوين بعض الصحف خلال الأيام الماضية أن الرئاسة تنوى احتواء شباب 25 يناير.. توقفت عند لفظ «احتواء» الذى تم استخدامه، وتعجبت، فالمتعارف أن يكون الاحتواء بين من تربطهم ببعض علاقات شخصية، وأعتقد أن العلاقة التى تربط رئيس دولة بشعبه هى علاقة سياسية بحتة، يحكمها العقد الاجتماعى المبرم بينهما، وهو الدستور، ولا يحكمها الاحتواء. أما إذا كان المقصود هو تقليل نسبة الاحتقان الداخلى فى نفس الشباب، خاصة المحسوبين على ثورة يناير، فهذا لن يحدث بالتعيين فى مناصب برلمانية كانت أم حكومية. وأعتقد أن شباب ثورة يناير المؤمنين بها عن صدق وقناعة لم يكن أبدًا هدفهم منصبًا حكوميًا أو برلمانيًا، ولكن هذا فقط هدف المنتفعين من الثورات بشكل عام. شباب ثورة يناير هدفه دومًا وأبدًا «عيش، حرية، كرامة إنسانية، عدالة اجتماعية»، من غير ذلك لن يهدأ ويسكن، سيظل محتقنًا رافضًا حبس الشباب بقانون تظاهر باطل. بالعدل فقط يهدأ الشباب، بالعدل فقط يختفى الاحتقان، بالعدل فقط تتصالح الدولة مع شبابها، بالعدل فقط يبدأ الحوار.
لا أعتقد أن الرئاسة تنتظر أن تسمع من الشباب أنهم يرفضون قانون التظاهر غير الدستورى، يرفضون أى تعذيب داخل أقسام الشرطة، يرفضون حبس الشباب، يرفضون المنع من السفر دون الرجوع للقانون والدستور، فهذا معلن فى كل مكان، وإنها لكارثة أكبر إذا كانوا لا يعلمون، بالإضافة إلى أن هناك لقاءات سابقة مع رؤساء أحزاب تم طرح مطالب عادلة ومسار ديمقراطى فيها، حتى يختفى الاحتقان من نفوس الشباب، فماذا حدث؟!.. لا أعتقد أنه تم تنفيذ تلك المطالب، فقط تم العفو عن القليل من الشباب، وهناك الكثير ما زال محبوسًا مما وصفهم الرئيس بـ«أبرياء داخل السجون».
بالعدل سينال الشباب المناصب التى تناسبهم بمعيار الكفاءة والخبرة.. بالعدل لن يتظاهر حملة الماجستير فى ميدان التحرير، مطالبين بحقوقهم، فالأولى أن تعينهم، وتنظر بعين من الجدية لمطالبهم أفضل من مناصب برلمانية وهمية لاحتواء وهمى لشباب لا نعلم من أين ستأتى بهم.. هل يعتقد النظام أن شباب ثورة 25 يناير سيوافق أن يتم تعيينهم فىالبرلمان، ويجلسون كتفًا بكتف مع كل من أساء لهم، واتهمهم بالخيانة والعمالة والجاسوسية، وانتهك خصوصيتهم ليوهم الشعب بتهم ملفقة لهم؟!
ومن العجب العجاب أن يتم نشر أن قضايا قانون التظاهر، وحبس الشباب والتعذيب غير واردة على أجندة اجتماع الرئاسة مع الشباب، إذن فماذا تقصدون؟! إذن فكيف سيكون «الاحتواء»؟!. إنه لن يكون مجديًا أن يكون هناك اجتماع لا تُناقش فيه مثل هذه القضايا، وإذا أردتم أن تجتمعوا دون مناقشة تلك القضايا، وأن تناقشوا مبادرات من نوعية تمكين الشباب وتعيينهم، وما إلى ذلك، فأرجوكم ألا تزجوا باسم «ثورة 25 يناير»، فلم تقم الثورة من أجل تعيين أو تمكين للشباب، فهذا أمر لاحق يتم تطبيقه أتوماتيكيًا إذا تم إرساء العدل، وتطبيق العدالة أولًا.
تطبيق الدستور وتحويله إلى تشريعات عادلة هو المسار الحقيقى لإصلاح العلاقة بين الحاكم والمحكوم، تعديل قانون التظاهر، الإفراج عن الشباب، توقف أى تعذيب داخل السجون ومحاكمة الجانى، وقف المنع من السفر المنتهك للقانون والدستور، وقف غسل العقول بأن ثورة يناير مؤامرة ومن قاموا بها خونة، وتغيير هذا الخطاب السياسى المشين، وتعويض المتضررين من ذلك عمليًا وليس شفهيًا.. من هنا وفقط يبدأ الحوار، لا نريد احتواء، نريد حياة بعدل، بحرية، بإنسانية..
من مواطنة مصرية مدافعة ومشاركة ومؤمنة بثورة 25 يناير.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
من حق كل واحد أن يحلم
الشباب موجود فعلا فى البرلمان و فتاه 27 عام هى أصغر نائبه فى تاريخ البرلمان
عدد الردود 0
بواسطة:
أحلام حليم
التعيين فى مجلس النواب يحتاج إلى النوم بدون غطاء .. احيانا
عدد الردود 0
بواسطة:
الدكتور هاشم رضوان
ثوار 25 يناير لايستحقون عدل أو أحتواء بل يستحقون المحاسبة على كل ما حدث فى مصر من خراب
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس كيرولس ويصا
بصراحة ثوارك يستحقون الأحتواء فى مركز تأهيل مهنى لأعادة تأهيلهم لحب مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
صبرى على
زمن العجائب
عدد الردود 0
بواسطة:
Dr.Khalid
هل الشباب المتآمر يُمكن إحتوائهم فالرئاسة والشعب لا يعنيهم إلا المُخلصين فقط
عدد الردود 0
بواسطة:
Dr.Dalia
الى اسراء عبد الفتاح