افتتاح المنشآت الحيوية لا يرتبط بالفرح أو الحزن ولا علاقة له بالأحداث التى تصيب العالم، الذى صار مجنونا بحوادثه المتتالية التى لا يخلو يوم من وقوعها، لذا علينا أن نعيد استراتيجية فتح المشروعات المهمة حسب حاجتنا إليها، ونحن اليوم فى حاجة ملحة لتنشيط السياحة، لذا يا وزير الآثار، مهما حدث، لا تؤجل افتتاح متحف المطار للمرة الثالثة. وجود متحف بمطار القاهرة الدولى سيساعد بشكل كبير فى تنشيط سياحة الترانزيت، هذا هو كلام ممدوح الدماطى، وزير الآثار عن أهمية متحف المطار، بينما يرى مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن إقامة متحف داخل المطار أمر فى غاية الأهمية، فلا يعقل أن تكون مصر بلد الحضارات، ولا يوجد بمطارها متحف يضم تراث حضارتها، ويساعد على جذب السياحة بها، فمتحف المطار يمثل سفير الحضارات أمام كل الوافدين إلى مصر، وأول ما تراه أعينهم عند نزولهم مطار القاهرة، كما سيساعد على تشويقهم لزيارة جميع الأماكن الأثرية بمصر، بالإضافة لزيادة الموارد فى وزارة الآثار.
هذه الأهمية التى يحملها المتحف لتحسين صورة مصر ولتشويق السياح ومنحهم صورة أولية مهمة عما ينتظرهم داخل البلد العظيم ويغرى مسافرو الترانزيت ويجعلهم يكتبون على ظهر تذاكرهم أو فى مفكراتهم الورقية أو يسجلون فى ذاكرة تليفونهم أن زيارتنا المقبلة ستكون لمصر.. علينا ألا نفوت هذه اللحظة، خاصة فى الوقت الراهن الذى يعاد تشكيل سمعة العالم، ويتم رسم خريطة جديدة للمناطق الإرهابية فى العالم.
أقول هذا لأن التوفيق كان حليفنا واستطعنا إنشاء متحف يحتوى قطعا فنية متنوعة من آثار مصر بعصورها المختلفة على مر التاريخ، يضم 38 قطعة أثرية مختارة من عدة متاحف مصرية مختلفة منها المتحف المصرى بالتحرير والمتحف القبطى ومتحف الفن الإسلامى، كل هذه الآثار موجودة وتنتظر لحظة الافتتاح.
المشكلة تكمن إذا فى افتتاح المتحف، حيث تم تأجيله مرتين الأولى بسبب ما حدث للطائرة الروسية التى سقطت فوق أرض سيناء، والثانية بعد الأحداث الإرهابية التى حدثت فى فرنسا، ويوم الاثنين المقبل سيكون الموعد الثالث للافتتاح كما حدده ممدوح الدماطى لذا نرجو ألا يتم تأجيله. ولنا فى فرنسا عبرة حيث دعت الحكومة الفرنسية السياح للعودة إلى باريس، رغم حالة الطوارئ المفروضة منذ الاعتداءات الدامية التى شهدتها العاصمة الشهر الماضى وقتل فيها 130 شخصا، وكبدت فرنسا خسائر اقتصادية، خاصة فى قطاع السياحة.
وقال مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسى: «زوروا باريس فإن الأمن مضمون!» فى رسالة إلى كل السياح الذين ألغوا فى الأيام الأخيرة زيارتهم لباريس، مضيفا: «إنها فترة الأعياد، أنفقوا وعيشوا حياة طبيعية وعودوا إلى المسارح ودور السينما».
هذه الرسالة المتفائلة التى قالها رئيس الوزراء الفرنسى ستنعكس بالطبع على السياح، الذين يرغبون فى زيارة باريس، ونحن فى مصر نحتاج إلى رسالة اطمئنان مماثلة بشكل ضرورى، وليس هناك أكثر من تفاؤل من افتتاح متحف المطار فى هذا الوقت.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة