التقزم هو القصر الشديد فى طول القامة وعادة يطلق على من هم أقصر من 150 سنتيمترا، والتقزم نوعان: نوع متناسق وفيه يكون طول الأطراف متناسق مع طول العمود الفقرى وفى هذه الحالة حين يقف الإنسان ويده بجانبه تكون اليد عند مستوى مفصل الفخذ أو منتصف الفخذ.
بينما النوع الثانى هو التقزم غير المتناسق حيث تكون الأطراف قصيرة جدا بالنسبة لطول العمود الفقرى، وبالتالى فحين يقف المريض ويده بجانبه مفرودة لا تصل اليد إلى منتصف الفخذ.
وأسباب التقزم عديدة منها العيوب التطورية، حيث يكون هناك عيوب فى مراكز النمو تؤثر على نمو العظام وطولها وقدرتها على زيادة الطول، مثل مرض الإكندروبلازيا والديسكوندروبلازيا.
وأيضا هناك التقزم بسبب الوراثة فى العائلات التى ينتشر فيها قصر القامة ولا تعانى من أى أمراض سوى أنها جزء من الشكل الطبيعى للعائلة موروث من الأبوين.
ومرضى التقزم يجب فحصهم جيدا بواسطة طبيب إصلاح التشوهات وعظام الأطفال، فضلا عن طبيب الأعصاب، لأن بعض هؤلاء المرضى معرضون لضيق القناة العصبية أو بعض الأمراض بسبب تأخر نمو الجمجمة أو العمود الفقرى، مما قد يضغط على الأعصاب، أما بالنسبة للعظام فيجب متابعة هؤلاء المرضى جيدا والاهتمام بإصلاح أى اعوجاج أو تشوهات قد تظهر مثل اعوجاج الساقين، لأن هذا قد يتسبب فى خشونة مبكرة بالمفاصل، أيضا حالة مفصل الفخذ يجب الاهتمام والانتباه لها أثناء المتابعة حيث إن بعض الحالات تحتاج إلى تدخل جراحى لبناء مفصل الفخذ.
أما بالنسبة لعلاج قصر القامة فالحل الجراحى هو الأفضل والأكثر أمنا من استعمال هرمونات النمو بجرعات زائدة قد تؤثر على الكبد والأعضاء الأخرى ولا تعطى المريض غير بضعة سنتيمترات.
وجراحة الإطالة يجب أن يتم تأخيرها حتى يستقر المريض، على رأى، فكثير ما يكون المريض الذى يعانى من التقزم سعيدا وراضيا ولا يهتم بموضوع القصر، وفى هذه الحالة يجب عدم إجراء أى جراحات للإطالة.
أما لو كان غير راضٍ عن طوله وحالته النفسية مستقرة فيمكن عمل جراحات إطالة القامة سواء باستعمال المسمار النخاعى أو اليزاروف، وهذه الطرق تعطى حوالى 7 إلى 9 سنتيمترات فى كل مرحلة، وبالتالى فلو كان المريض مثلا يريد زيادة الطول 30 سنتيمترا فهذا يحتاج إلى 4 جراحات يكون بين كل منها حوالى سنتين، لأن الإطالة يجب أن يتم خلالها الحفاظ على العضلات والمفاصل والأعصاب، وبالتالى فلا يستحب أن يتم عمل إطالات أكثر من 9 سنتيمترات فى المرحلة الواحدة.
ويجب أن نهتم بثقة المريض بنفسه و بقدراته العقلية لأنها أكثر أهمية من الطول، فنحن فى الطب نريد إنسانا راضيا وناجحا وسعيدا وليس مريضا، طويل لكن يعانى من عقد نفسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة