لا نريد ثورة ثالثة

دخل ديسمبر، وسيأتى يناير، وحين نسمع كلمة يناير يضع الكثيرون أيديهم على قلوبهم، خوفا من حدوث ثورة جديدة، الربيع العربى أثبت أنه «ملعوب فى مناخه»، والمصيدة من حولنا ابتلعت سوريا والعراق واليمن وليبيا، ونجت مصر بأعجوبة، ولا أحد يرضى أو يحب أو يريد لمصر السوء، واستعذ بالله واتفل ثلاثا عن يسارك.

أصبحت الثورة كلمة حق يراد بها ركوب فصيل معين على الحكم، وأنت حين تثور لا تثور لنفسك، وإنما من أجل آخرين، وإذا كانت أى ماكينة تتكون من تروس، وأنت فى الثورة تعتبر نفسك ترسًا منها، لكنك لا تعرف أبدًا من الذى يلعب فى «المكنة»، لهذا لا تسلم نفسك بسهولة.. تمنع، وفكر، حتى لا يغرر بك أحدهم.

والله العظيم تلاتة يا عم، نحن لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نحب مصر، ونحب أن نراها فى أفضل حال، وصبرنا أعمارنا بطولها حتى يتحقق ذلك، وأم الدنيا للأسف مثل التوك التوك الخربان، تمشى يوما وتعطل عشرة.

لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد العدل.
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد اقتصادا لا يطحن الفقير، ويسرق منه ويعطى الغنى.
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نكره الفساد ونريد محاسبة الفاسدين.
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد ضباط شرطة وعيهم أعلى من الـ50% قليلا، ليفهموا أنهم فى خدمة الشعب.
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد دولة الأمان وليس دولة الأمن.
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد تعليما يعطينا أملا فى جيل جديد يمكنه الخروج بالبلد من الحفرة.
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد شوارع نظيفة ومحترمة نمشى فيها.
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد مواصلات آدمية نركبها.
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد طعاما غير مسرطن ولا ملوث ولا فاسد ولا مسمم نأكله.
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد إعلاما يعمل بدون «طبلة».
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد أن تكون «الكوسة» فى الخضار فقط، وليست فى كل مؤسسات الدولة.
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد مستشفيات حكومية تعالج المريض دون أن تشترط عليه أن يكون غنيا ليدفع، ودون أن تقتله أو يسرق أطباؤها أعضاءه.
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية.
لا نريد ثورة ثالثة، ولكننا نريد أن نعيش زى مخاليق ربنا.