لماذا غاب مندوب مصر باليونسكو عن لقاء السيسى بـ«إيرينا بوكوفا»؟.. على هامش زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لفرنسا الأسبوع الماضى للمشاركة فى قمة المناخ، التقى السيسى بإيرينا بوكوفا، مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، وكان لافتاً أن اللقاء حضره جميع المسؤولين المصريين الذين كانوا برفقة الرئيس فى الرحلة بالإضافة إلى سفيرنا فى باريس إيهاب بدوى، لكن كان هناك غائب عن اللقاء، وهو الدكتور محمد سامح عمرو، مندوب مصر فى اليونسكو، الذى أنهى فى نوفمبر الماضى رئاسته للمجلس التنفيذى للمنظمة الدولية، التى امتدت عامين.
أمر مثير أن يتم تغيب مندوب مصر عن لقاء مع مدير عام المنظمة التى يمثلنا فيها، والأغرب حينما تعلم أن بوكوفا نفسها أبدت استغرابها من عدم حضور محمد سامح عمرو اللقاء، رغم أنه متواجد فى باريس فى فترة وجود السيسى، وما زال أيضاً مندوبنا فى اليونسكو حتى شهر إبريل المقبل، لكن هذا الاستغراب سيتلاشى حينما تعرف أو تقف على أسباب هذا التغيب التى سمعتها من دبلوماسى بوزارة الخارجية، وهى تأكيد على ما سبق وقالها أيضاً دبلوماسيون مصريون بأنهم لن يمنحوا مندوب مصر الفرصة ليلتقى بالرئيس حتى يقطعوا أمامه كل السبل ليفاتح رئيس الدولة فى مسألة دفع مصر بمرشح لخلافة بوكوفا فى 2017، لأن هناك من يخشى أن يتم التفكير فى محمد سامح عمرو ليكون هو المرشح، لأن هناك من يتم إعداده لهذه المهمة من جانب وزارة الخارجية.
هل الرئاسة تعلم بغياب محمد سامح عمرو اللقاء؟.. لا علم لدى بما قيل عن عدم حضور مندوبنا فى اليونسكو هذا اللقاء، فقد يبرر البعض بأن هناك قرارا جمهوريا صدر فى الخامس من نوفمبر الماضى بتعيين إيهاب بدوى، سفير مصر لدى فرنسا، وغير المقيم لدى حكومة إمارة موناكو، مندوباً دائماً لمصر لدى «يونسكو»، اعتباراً من الأول من إبريل 2016، وأن إيهاب بدوى حضر اللقاء، لكن هذا تبرير غير منطقى، لأن بدوى لن يتسلم مهامه إلا فى إبريل المقبل، كما أن سامح عمرو ما زال موجوداً فى منصبه كمندوب لمصر لدى اليونسكو، وبالتالى لا يصح أن يعقد اللقاء بدون وجوده، لأن هذا يعطى انطباعا بأمر مثير للانتباه فى شكل الإدارة المصرية وتعاملها مع الأشخاص.
من يتحمل مسؤولية هذا الخطأ؟.. ما حدث خطأ بكل تأكيد، تتحمل مسؤوليته وزارة الخارجية والسفارة المصرية فى باريس التى أساءت لصورة مصر أمام مدير عام اليونسكو، والإساءة لا تتعلق بشخص محمد سامح عمرو أو غيره، لأن القضية ليست شخصية لكنها متعلقة بمدى احترام الدولة لكل شخص يتم اختياره فى منصب أو مهمة معينة، لكن أن تقوم مؤسسة كبرى مثل وزارة الخارجية بمخالفة كل البروتوكولات والأعراف لمجرد أنها لا تستطلف هذا الشخص أو ذاك، أو أنها تحاول تثبيت أمر معين وشخص محدد، تريده أن يكون هو الوحيد المطروح على الساحة كمرشح مصرى لخلافة بوكوفا، فنحن هنا أمام عملية تحتاج إلى تدخل رئاسى لفهم أبعاد ما حدث، حتى لا يتكرر ذلك مستقبلاً.
كيف تنظر مصر للتنافس على إدارة اليونسكو؟.. إلى الآن لا يوجد مرشح مصرى معلن، وإن كانت الفترة الماضية شهدت طرح عدد من الأسماء، الأول هو محمد سامح عمرو، الذى فاز برئاسة المجلس التنفيذى لليونسكو، وفى نهاية فترة العامين التى قضاها فى المجلس تلقى شكراً من الجميع دون استثناء، بل إن بوكوفا وخروجاً عن المألوف كرمته مرتين، ويحظى بعلاقات دولية اكتسبها خلال فترة تواجده فى اليونسكو التى امتدت لأكثر من عشر سنوات.
والثانى هو السفيرة مشيرة خطاب التى تحظى بدعم غير محدود من وزارة الخارجية، ويجرى الترويج لها داخل مصر أكثر من إعدادها فى الخارج، ويقال فى أروقة الخارجية إن الرئاسة استقرت على اسمها كمرشحة دون أن يصدر أى تأكيد بذلك. وفى مقابل تخبطنا فى مصر أعلنت قطر عن استقرارها على الدفع بوزير ثقافتها حمد بن عبدالعزيز الكوارى لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (يونسكو).