محمد أبوهرجة يكتب : أصعب اللحظات

الأحد، 06 ديسمبر 2015 08:21 ص
محمد أبوهرجة يكتب : أصعب اللحظات صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على هذا الفراش يرقد منذ أيام، حيث اقتربت نهايته، وبدت علامات الفراق تسيطر على كل المحيطين به.
بدت وكأنها مراسم وداع، فمنهم من يفكر فى هذه الأرصدة فى البنوك، ومنهم من يفكر فى هذه الشقة التى ستصبح خاوية بعد وفاته . لكن كل هذه الأمور لم تعد تعنى شيئا بالنسبة له . هو يسبح فى واد آخر تماما فتمر أمامه الحياة كأنها شريط سينما. أحداث الماضى تطارده فيتذكر شبابه وقوته وسطوته . يتذكر أعداءه وأصدقاءه .

كيف إنه خسر الجميع من أجل هذه الصفقات التى جمع منها الكثير والكثير من الأموال والتى أصبحت الآن بلا فائدة . يتذكر كيف أنه قاطع أخيه من أجل هذه الشقة التى أصبح وجوده فيها الآن مجرد ساعات وسيغادرها إلى الأبد . يتذكر كيف أنه تسبب فى وقف الترقية التى كان يستحقها زميله فى العمل ليتقلد هو المنصب بدلا منه .
تذكر أنه كان يستغل منصبه فى إهانة كل من كان تحت إدارته ويتخيل كيف سيكون رد فعلهم بعد وفاته سيصبون عليه اللعنات ويدعون عليه ليل نهار تمنى لو كل هذا لم يحدث تمنى ان يسامحه الجميع . الآن فقط هانت أمامه كل هذه المتع التى طالما لهث وراءها وامتلكها وهى التى ستقذفه فى هذه الحفرة العميقة وحيدا . ولكن فى الوقت الضائع حيث الوقت يمر أسرع من البرق .

هكذا تمر الحياة ننسى أنفسنا فنظلم الجميع ونطلق عليهم أحكاما خاطئة كما نشاء ونلعنهم . ونتملق ذوى المناصب وننافق الآخرين ونغير الحقائق ويسطر علينا الطمع والجشع ونقطع أرحاما ونقع فى الخديعة الكبرى ونعيش وهما كبيرا يلتهم من العمر سنوات وسنوات حتى نجد انفسنا فى نهاية الممر. فعلى قدر البدايات تتشكل النهايات .فمن الحكمة أن نفهم الحياة فهما سليما أن نعرف أنها مجرد استراحة كالتى نراها فى الطرق السريعة فلا ننخدع بها ونعرف أن رضا الله عز وجل وطاعته والسير على خطى رسول الله عليه الصلاة والسلام هى مفتاح النجاة فى أصعب اللحظات .









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة