خرجنا من تصفيات أولمبياد ريو دى جانيرو خروجا مهينا كان متوقعا، لكنه «مهين» دى هى دى اللى صعبة، إنما صعب ليه هو إحنا مش عارفين واقعنا.
هى واحدة من حلقات مسلسل الفشل الكروى.. فى أكبر دراما رياضية عرفها العالم الثالث، واقع أليم تعيشه كرة القدم فى مصر، رغم أن كل الإمكانيات متاحة بنسبة كبيرة جداً، تصل لدرجة أن الإرادة إذا وجدت ستغير إدارة اللعبة، وتدفع بها إلى احتراف شبه كامل، فلا يمكن أن يكون الطريق إلى التدريب بالنسبة للاعب يحتاج ترخيصاً، حتى لو «مضروب» أحياناً!
بينما تجد الإدارة، وكأنها «صرة الدنانير» فى أفلام كفار قريش.. بما يعنى أن لاعبات أو عضواً فى ناد، أو أى مؤسسة، يتم مناداة اسمه، وعندما يقول: «أفندم».. يلقى له الأمير.. أو حامل «الصرر».. بالتعاقد قائلاً: «هذا لك»!
هل يعقل أن يدير هواة خالص احترافا.. طبعاً نتمناه.. مش موجود الحقيقة برضه؟!
هل سيظل «الصمت الرهيب» عنواناً ملازماً لكل السقطات الكروية؟!
سامحونى على تكرار نفس الأسئلة، لأننا نحاول إدراك حقوق المواطن المصرى فى كرة القدم تجعله يفاخر بها بين الشعوب؟!
لكن من أين ستأتى التجديدات، وتغيير المنظومة، أو «السيستم» يا بهوات.. بينما.. كل حدث، يتحمل خلاله المسؤولون بضعة أيام، ليمر بعدها.. وكله يرجع تمام؟!
بالمناسبة هل سمع منكم أحد ردا من الجبلاية على سفر كوبر وناجى إلى تركيا؟!
هل سمع منكم أحد أى تسفير عن وجوب فتح حوار بين الأهلى والشركة الراعية العربية السعودية «صلة» حول الملابس التى ستأتى من «تركيا».. مع اعترافى أن الشركة تواصل العمل بجد، بل نجحت كنموذج عربى قطاع خاص فى خطف أبصارنا، لكن كان يجب أن نسمع منهما.. «الأهلى - صلة»، أن المصانع المتعاقدة معها لمدة هى السبب، مع وعد كما قال لى مسؤولو الشركة بمحاولة تجاوز تلك المسألة فى باقى العقد، وهو كلام رائع يحمل جدية، إنما أين الإدارة الحمراء؟! فقط انتظرت أن تمر الأزمة، أو أن يتبرع قلم هنا.. أو شاشة هناك، أو ميكروفون على السريع بالرد والتفنيد.. بما يفيد أن البشر عادى يعنى عليهم السمع والطاعة.. يالهوى؟!
أما أم المصائب فهو هذا الاتحاد الذى نجح نجاحاً مبهراً، فى تكسير كل يافطات النجاح.. الظاهرى فيما سبق، ولو أنه نجاح، يشبه الفشل كان متاحاً تحت عنوان: «كسبنى بطولة النهارده.. وتولع الكورة بكرة وبعده وطول العمر»!!
• يا سادة.. فرحتكم بإنجازات الأهلى والزمالك صاحبا كل الإمكانيات فى الحصول على بطولات، لا يمكن أن تستمر، فى ظل هذه الحالة المتردية لكرة بلادكم التى هى أهم أسباب الفخر، عندما تلتقون أقرانكم فى المنطقة العربية.. والقارة الأفريقية.. ثم على الخريطة العالمية؟!
يا جماهير مصر.. إنها المهانة.. والاستهانة.. كما قال عادل إمام ربنا يديله الصحة فى فيلم السفارة فى العمارة، مهانة واستهانة، لأننا لا نجد أى بوادر للتغيير؟!
• يا سادة.. لا تصدقوا حديثاً عن الإمكانيات وحال البلد.. واللى بيجرا فيها، لأن الرد بسيط جداً، إذا لم تكن هناك إمكانيات تضمن للمسؤول الذى وقع عقداً للوصول إلى الأولمبياد، أو أى بطولة فأعتقد أنه كان الأولى به أن يرفض التعاقد من البداية؟! أو أن يطلب إعلان وإعلام الجماهير، والرأى العام بحقيقة الأمور.. عادى جداً؟!
• يا سادة.. أو أيها المواطنون.. فى بلاد تحترم مواطنيها يخرج المدير الفنى والسيد رئيس الاتحاد ليقولا لأصحاب «العزبة» الشعب يعنى، فيقولا: «إن الفريق لا يمكن أن يصل إلى الأولمبياد.. إنما سنلعب من أجل إخراج جيل يصعد للفريق الأول، أو يحترف فى أوروبا، أو فى أى مصيبة، لكن لازم يقولا للناس ويحترموا الشعب، هو فيه إيه؟!
• يا سادة.. يا مواطنون يا كرام.. لا تصدقوا قصصاً عن «كشف المستور» أو «قوة تحمل الآخر وعيوبه»، وقال إيه: «علشان خاطر عيونها».. عيون الست مصر.. اللى راح نظرها بسبب البكاء على أحوال أولادها، وتخريبهم فى كل حاجة حلوة فيها!
• يا سادة.. يا حضرات.. سأقول لكم راجعوا أى عدد من أى جريدة.. أو ارجعوا للخلف وافحصوا أى ذاكرة إلكترونية.. طيب والله العظيم تلاتة.. هتلاقوا كل اللى بيحصل ده.. بس طبعاً الأسماء ستختلف.. «فكشف المستور» تحدث عنه كل مدرب رفعوه من الخدمة بعد خروج مهين؟! والحديث عن التطوير، و«أن القادم أفضل» ستجده لسان حال الجبلاية.. راجعوا التصريح الرابع للفصل البارد من كتاب «انتصارات زاهر».. قال بعد الخروج من كأس العالم 2010 إيه.. وقال بعد الإخفاق فى الوصول للأمم الأفريقية إيه برضه ستكتشفوا أن المنهج الكروى «موحد» ما شاء الله المحروسة.. إلى أن يشاء الله، وتأتى عاصفة تقتلع هؤلاء؟!
• يا سادة السماح والنبى.. سأكرر نفس التساؤلات، بس أوعدكم دى آخر مرة.. أين هانى رمزى.. وكل من احترفوا فى الخارج وأقاموا لمدد محترمة ومحترفة؟! ومتى سيقتربون من أسوار الجبلاية ولو على سبيل التجربة يا أخى؟!
• يا سادة الحلول بسيطة.. آه.. بسيطة.. هو الاحتراف ده عالم من عوالم النووى مثلاً.. وحتى إن كان.. فيمكن أن نستورد من يقيم لنا النظام كاملا ويدربنا عليه؟! فيها حاجة دى.. آه.. حضرتك فيها.. طيب فيها إيه.. نعم ها أقول لسعادتك يا أفندم.. فيها إن المصالح تحرك الجميع.. الأرقام المالية فى الكرة كبيرة قوى ييجى من هنا للسلوم وأكتر؟!
هل سيقومون بترك إدارة الكرة «الرابطة محترفة» يعنى ناس تجيب أعلى الأسعار.. حتى لو مرتباتهم نار.. بس لازم تعلن شهادتهم.. ومن أين هم قادمون.. وأى نجاح حققوا.. صعبة دى يا ناس؟!
• يا سادة.. يا أفاضل.. أقول.. قولى هذا ولن أحبط.. وسأظل أبحث عن مخارج.. سواء عند الدولة.. أو فى أى مكان، حتى لو تقدمنا بشكوى تحت أى مسمى للاتحادات الدولية.. والأولمبية الدولية.. وساعتها نحن من سنكشف المستور؟!
• يا سادة يا جماهير مصر العظيمة.. حتى هذا الحين، يبقى الحل الأسرع والأكثر إفادة الذى يدفع بحضراتكم إلى الفخر باللعبة وتقدم مصر فيها.. هذا الحل هو: «أن يهب الأهلى والزمالك بجمع توقيعات بحسب الثقة من الاتحاد سريعاً.. و%100.. إذا كان الطلب بالأحمر والأبيض، فإن باقى أعضاء الجمعية العمومية سيوقعون بالاسم الرباعى ودى تبقى عقوبة مهمة، لأن هؤلاء لن يدخلوا الانتخابات مجدداً؟! مش صعبة إلا إذا كان فيه مصالح.
عصام شلتوت
إلى الأهلى والزمالك.. ماعندكمش احتراف.. طيب خلّى عندكم نخوة
الإثنين، 07 ديسمبر 2015 06:00 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة