الصورة التى نشرتها وسائل الإعلام العالمية، صحف ومواقع إخبارية وفضائيات، للمواطن الأمريكى سيد فاروق يظهر فيها منكفئًا على وجهه، ومضرجًا فى دمائه، ومكبلًا بـ«كلابشات» بعد أن قتلته الشرطة الأمريكية بعد القبض عليه، أسقطت الدكتور محمد البرادعى «رسول الحرية والديمقراطية فى مصر فقط»، فى وحل العار والخزى.
البرادعى شاهد الصورة مثله مثل مواطنى العالم، سواء على شاشات القنوات الفضائية العالمية، أو الصحف، وصمت صمت القبور، ولم يخرج علينا من صومعته الباردة، برودة صقيع أوروبا، يكتب «تويتة» المكونة من 140 حرفًا، يعلن فيها عن موقفه المدافع عن حقوق الإنسان، والكاره للشرطة والجيش فى أى مكان، ويندد ويعترض على قتل المواطن الأمريكى بهذه الطريقة الوحشية.
ويا ليته اكتفى بصمته، إنما رسول الديمقراطية والحرية محمد البرادعى خرج علينا فى نفس يوم نشر صورة القتيل الأمريكى فى كل وسائل الإعلام العالمية بكتابة ثلاث «تويتات»، من بينها «تويتة» تهاجم مصر، ويردد نغمته النشاز «الاختفاء القسرى»، وكأنه أصيب بفقدان البصر والبصيرة، ولم يرَ صورة القتيل الأمريكى الذى هزت ضمير العالم الحى!
البرادعى بدأ يومه المشهود بكتابة «تويتة» هندية، ولا نعرف سر إعجابه بالهنود فى الآونة الأخيرة، قال فيها نصًا: «قابلت سوندار بيشاى، 43 سنة، جاء من الهند لأمريكا منذ عشرين عامًا للدراسة، اليوم هو المدير التنفيذى لجوجل، المستقبل يا شباب للعلم والحرية».
أعقبها بـ«تويتة» يتحدث فيها عن الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، قال فيها: «الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، لكل شخص الحق فى مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة، ويتضمن ذلك العناية الطبية، والدواء حق».
ثم ختم اليوم بـ«تويتة» فقدان المسار، بدلا من أن يشمّر عن ساعديه، ويكشف عن شعر رأسه، وهو الرجل الذى حرمه الله من نعمة الشعر، ليتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء على أمريكا، مهاجمًا ومستنكرًا جريمتها النكراء، وجدناه يردد نفس نغمته النشاز والمقززة «الاختفاء القسرى»، وقال نصًا: «التعامل مع حالات موثقة للاختفاء القسرى بالصمت أو بتحويل المأساة إلى مادة للتندر يعكس ما وصل إليه البعض من تدهور خلقى.. لا مصداقية بدون شفافية».
البرادعى بموقفه الصامت أمام جريمة الشرطة الأمريكية التى قتلت مواطنًا بعد القبض عليه، وكبلته بـ«كلابشات» إنما سقط سقوطًا مدويًا فى وحل العار، وأن كل محاولاته السابقة لتصدير أفكار الحرية والديمقراطية ما هى إلا بضاعة فاسدة، هدفها تدمير عقول الشعب المصرى لتمرير مشروع الفوضى الخلاقة الذى تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة.
أمريكا تقنن القتل خارج القانون على أراضيها، فى حالة الشك بتورط أى مواطن فى أى عمل إجرامى، وتستنكر على الدول التى تدافع عن أمنها واستقرارها، وتخوض حروبًا عسكرية فعلية ضد جماعات مسلحة ترفع السلاح فى وجهها، وتقتل الأبرياء من مواطنيها وتمثل بجثثهم، وتمول جماعات وتنظيمات متطرفة، وتفتح «حنفية» تمويلات منظمات تتخذ من حقوق الإنسان عباءة تتدثر بها، لتدين ما تريده أمريكا أن يُدان، وتستنكر ما تريده أمريكا أن يُستنكر، ومع ذلك يصمت البرادعى صمت القبور ولا يحرك له ساكنًا.
البرادعى مثل قناة الجزيرة، ولا يمكن أن نكون متجاوزين إذا أكدنا أن البرادعى وقناة الجزيرة القطرية الحقيرة وجهان لعملة إثارة الفتن والقلاقل فى مصر فقط، ويحولان حادث النملة إلى جبل، وإنجاز الجبل إلى نملة فى القاهرة، ويصابان بعمى البصر والبصيرة، لو وقع أى حادث مهما كان حجمه وقوته فى أمريكا أو إسرائيل، ولا ينبسان بحرف واحد، وهو ما يؤكد أن الاثنين سخّرا جهودهما فقط بجانب تركيا، لتنفيذ مخططات الهدم والدمار لهذا الوطن.